استكمالا لما تناولته يوم أمس حول الأعمال والخدمات التي قدمت خلال موسم حج هذا العام ، داخل أروقة بعض شركات الطوافة ، أتوقف اليوم أمام شركة مطوفي حجاج الدول العربية ، والأفكار التي طرحتها ، والأعمال التي نفذتها ، بدأ من برامج الاستقبال التي تميزت بها عن الآخرين ، مرورا بمبادرة ” سرور ” التي زرعت السرور والبهجة على محيا ضيوف الرحمن ، وبرنامج ” خدمة العملاء ” الذي كسر القاعدة التقليدية لمفهوم خدمة العملاء وتحول لبرنامج خدمي مرافق للحجاج برحلتهم .
ولم يكن إبداع مطوفي ومطوفات الدول العربية منحصرا في مبادراتهم ، لكن إبداعهم تزايد من خلال قدرتهم على كسب رضا عملاء جدد هم حجاج روسيا وأوزبكستان ، الذين تولت الشركة خدمتهم هذا العام لأول مرة ، واستطاعوا منسوبيها من مطوفين ومطوفات وموظفين وموظفات أن ينقلوا انطباعا حسنا عن الشركة منذ لحظة وصول الحجاج لمكة المكرمة ، وما شاهدته من مقاطع عن عملية استقبال حجاج أوزبكستان في مخيماتهم بمنى ، أوقفني أمام إبداع قدمه منسوبو ومنسوبات مركز الخدمة ، فرغم عدم امتلاكهم للخبرة الكافية لخدمة هؤلاء الحجاج ، وعدم إجادتهم للغة الروسية ، إلا أنهم أثبتوا بلغة الإشارة أنهم مؤهلين لخدمة ضيوف الرحمن من أي دولة فالأبداع موجود بداخلهم ، وأمامه لا مستحيل .
وبالعودة للشركة وابداعاتها فإننا نقف أمام برنامج “المرافق الصحي” لحجاج روسيا وأوزبكستان في المشاعر المقدسة ، الذي أطلقته من خلال (الأسورة الطبية) لكسر حاجز اللغة مع حجاج روسيا وأوزبكستان ، إذ تحمل الإسورة باركود بداخله معلومات متكاملة عن الحالة الصحية للحاج وتاريخه المرضي والعقاقير التي يتناولها حتى يسهل على الطبيب معرفة حالته الصحية في حال كانت اللغة عائق بينهما سواء كان المرافق الصحفي في المساكن والمخيمات أو في حالة مراجعته للمستشفيات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، وإضافة لهذه الاسورة هناك قرابة ( 100 ) مرافق صحي من مختلف التخصصات، سواء أطباء أو ممرضين أو طلاب طب من الجنسين، تم توزيع 73 مرافقاً على مساكن الحجاج في مكة المكرمة وبمخيماتهم في المشاعر المقدسة .
وإن كان الحديث عن مطوفي الدول العربية وأعمالهم يطول ، فإن المساحة المخصصة لي تجبرني على الاختصار ، والتحول للحديث عن أعمال شركة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، التي حرصت في موسم حج هذا العام على الاهتمام بكوادرها وتدريبهم وتأهيلهم ليؤدوا مهامهم بشكل جيد ، وظهر ذلك واضحا في اللقاءات المباشرة معهم ، ومع مسؤولي مكاتب شئون الحجاج مما فتح المجال أمام تقبل الرأي والرأي الآخر ، والخروج بتوصيات لأعمال شاهدناها في موسم الحج .
وإن كان البعض توقع تعرض الشركة لخسارة ، وعدم قدوم حجاج من السودان نتيجة للأحدث التي تشهدها ، لكن إرادة الله كانت ، وبفضل الله ودعم القيادة ، وصل حجاج السودان ، وتمكنوا من أداء فريضتهم بيسر وسهولة ، وحظوا بالاهتمام والعناية كغيرهم من ضيوف الرحمن .
وفي الختام أقول إن الأعمال تتحدث ، والأقوال تصمت ، ومن يتواضع ويفكر بصدق يجني ثمارا جيدة ، وينال احترام وتقدير البعيد قبل القريب ، ومن يرى أنه الأفضل بين الآخرين ، فعليه أن ينظر صوب فرقة ” كشافة شباب مكة ” الصغار بسنهم ، والكبار بعقلهم ، الذين تذكروا من رحلوا من شخصيات ساهمت في بنائهم ودعمهم ، من أمثال ” الشيخ أجواد الفاسي ، الأستاذ عبدالحميد محمد أمين كاتب ، القائد الكشفي بكر أحمد تيجاني ، والأستاذ عبدالرحمن هليل السلهيبي ، والشاعر محمد ساني عبدالكريم ، والأستاذ عثمان عبدالحي دهلوي ـ رحمهم الله ـ ، فوزعوا فريقهم بأسماء هذه الشخصيات التي تركت بصماتها في أعمال وخدمات الفرقة ، لينقلوا صورة للآخرين مضمونها التفكير الجيد يطور العمل ، وادعاء النجاح قول لاي صدقه إلا أصحاب المصالح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
01/07/2023 في 10:03 م[3] رابط التعليق
بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم
د/ ياسر كاتب
01/07/2023 في 10:38 م[3] رابط التعليق
خدمة الحجاج شرف و نعمة لكل الأجيال فجزى الله خيراً كل من يعمل أو عمل في هذا المجال
د محمد احمد منشي
01/07/2023 في 11:19 م[3] رابط التعليق
في مقاله اعمال تذكر؛ واسماء تشكر للكاتب الزميل احمد حلبي
اطربني في اطلالته بالحديث عن جهود شركات خدمة الحجاج للعرب وجنوب شرق اسيا؛ وربما سيرتب الحديث عن جهود بقية الشركات علي حلقات… حيث سعدت بمستوي الخدمات المقدمة معلوماتيا وصحياً
كما انه لم ينس اشبالنا الكشافة وفرق الخدمة التي سميت باسماء من روادنا الكشفيين الذين غادروا الدينا الي جنة النعيم باذن الله
تحية للنجم الحلبي وللاخ القائد الكشفي عثمان
وفق الله كشافتنا شبابا وشابات وتسلمون
الرائد الكشفي د.محمداحمدالمنشي- الرياض
مقيم
02/07/2023 في 12:03 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل وتحفيز يجعلك مستعد لخدمه
الضيوف الرحمن كالذين كانوا في المقال
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
د. عبدالرحمن بن حمود الغامدي
02/07/2023 في 12:04 ص[3] رابط التعليق
أ.أحمد. حفظك الله ورعاك
أسعدني طرحك الجميل
وخاصة ما سطره قلمك عن كشافة
شباب مكة (الصغار بسنهم ، والكبار
بعقلهم) فقد اختصرت بهذه العبارة
معاني كبيرة ، وسطرت شهادة حق
وعززت بذلك أسمى معاني الوفاء
، مع ما لذلك من أثر كبير في دعم
مسيرة أصحاب العطاء من كشافة
شباب ، فشكرا لك وشكرا لكشافة
شباب مكة.
زائر
02/07/2023 في 3:08 ص[3] رابط التعليق
يعتبر موسم حج 1444-2023 من
المواسم الرائدة في المبادرات
النوعية للجهات العاملة في الحج..
ولكن وقفت وقفة اجلال وتقدير
لمبادرة الوفاء
لفريق كشافة شباب مكة.. الذين
خلدوا ذكرى من كانوا من القيادات
الكشفية والداعمين لهم..رحمهم الله
واسكنهم فسيح جتاته.
وهذه من اهم قوانين الكشفية
(الكشاف مخلص).. جميل جداً ان
تغرس القيم النبيلة والراقية في
نفوس شبابنا في مجال الاعمال
التطوعية ..
زائرعلاء
04/07/2023 في 11:29 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله وبارك بكم
وأدام عليكم هذه الهمة الطيبة
وفقكم الله لخير عظيم
نفع الله بكم