في اليوم الأول من شهر محرم للعام الهجري الف وثلاثمائة وثلاثة وتسعون صدر نظام العَلم في المملكة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي رقم (م/3) ويتكون من اثنان وعشرون مادة ووضحت المادة الأولى من النظام وصف العلم أنه مُستطيل الشكل عرضُه يُساوي ثُلثي طوله، لونه أخضر مُمتداً من السارية إلى نهاية العَلَم تتوسطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وسيف مسلول تحتها وموازِ لها تتجه قبضتُه إلى القسم الأدنى من العَلَم، وتُرسم الشهادة والسيف باللون الأبيض وبصورة واضِحة من الجانبين، وهناك علم مخصص بخادم الحرميين الشريفين جلالة الملك مطابق للعلم الوطني في أوصافِه ويُطرَّز في الزاوية الدُنيا مِنه المجاورة لعود العَلم بخيوط حريرية مُذهبة شعار الدولة وهو السيفان المُتقاطِعان تعلوهما نخلة، في التاسع من شهر شعبان للعام الهجري الف واربعمائة وأربعة واربعون صدر أمر ملكي أن يكون يوم الحادي عشر من شهر مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعَلم ويطلق عليه يوم العَلم واختيار هذا اليوم لم يأتي من فراغ بل بسبب وهو أنه في مثل هذا اليوم أقر فيه الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء وأيضاً انطلاقاً من قيمة العَلم الوطني الممتدة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز فيه شهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العَلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العَلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، ومن هذا المنطلق لا بد أن نزرع في قلوبنا وقلوب الأجيال القادمة مفهوم الولاء والانتماء والاعتزاز اتجاه العَلم فهو رمز الوطن تكمن أهمية ذلك الانتماء في زرع حب الوطن والخوف على مصلحته وإعلائها فوق كل مصلحة، وما يترتب على ذلك من احترام للقوانين والتزام بالدستور والآداب العامة، وحفاظ على ممتلكاته، فعند تحقق هذه الأمور تتحقق قيم التسامح والتلاحم بين الأفراد وتقوى أواصر المحبة بينهم، فينهض المجتمع وترقى الأمة لتكون في طليعة الأمم، أن الاعتزاز بالعَلم وتربية أبنائنا على حب العَلم وتقديره ومن أجل تحقيق ذلك لابد من تثبيت مفهوم حب الوطن في مراحل صغيرة من عمر الأبناء بدايةً من المنزل والمدارس بوضع العَلم في جميع الميادين و الأماكن العامة والتاريخية والاثرية ولا بد من أن يكون في كل مدينة من مدن المملكة نصب رسمي لموضوع العَلم ويفضل في مداخلها وميادينها الرئيسية مما يجعل وجعل العين تعتاد على رؤيته بعين الافتخار والاعتزاز وتوجيه دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في تثبيت مفاهيم الولاء والانتماء للوطن والعَلم والتركيز وتعزيز ثقافة الفخر والاعتزاز والتضحية من أجله وتعزيز الثقافة الوطنية وترسيخ حب الوطن لدى الشباب والأطفال والمراهقين، وبكل تأكيد سينعكس على نحو إيجابي على حب الوطن والانتماء والتضحية من أجل الوطن.
بندر عبد الرزاق مال
مستشار وباحث قانوني
عضوية المجمع الملكي البريطاني للمحكمين
عضو بلجنة التحكيم وفض المنازعات بالغرفة التجارية الصناعية بينبع
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية جمعية مكافحة الاحتيال السعودية
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com