عندما نطرق باب الحديث عن المعلم، فإننا نتحدث عن مهنة الأنبياء، وينبوع الحكمة، وشعلة المعرفة، وحامل الرسالة، ومربّي الأبناء، وصانع الأجيال، فمنذ أن انطلق المعلم الأعظم عليه الصلاة والسلام مبشراً بالدين الحنيف حتى اقترن الفضل بالتعليم والمعلم في أسمى معجزات الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه” فلم يقتصر الخير والفضل على من تعلّم القرآن فحسب، بل ومن علّمه ودرّسه ولقّنه.
بل ارتقى فضل المعلم إلى ما لا يرتقي إليه غيره، وقد قيل “من علّمني حرفاً، كنت له عبداً !” كما لا يزال العرب يتناقلون حتى يومنا هذا البيت الشهير “قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا”، وقد خصّ نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام المعلم في حديثه عندما قال : “إنّ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.
وانطلاقاً من هذه الفضائل التي يتميّز بها كل معلّم عمّن سواه، فقد دأبت حكومتنا الرشيدة على دعم العملية التعليمية بكافة أركانها، ولم تتوانى في تهيئة وتوفير كل متطلبات أحد أعمدة تلك العملية وهو المعلم، واعيةً بمكانة المعلم وفضله وأهميته في كل مجتمع، وحقيقة اعتماد تنشئة الأجيال يقوم على أكتاف المعلمين والمربين.
ويأتي هذا الاهتمام البالغ في التعليم وأطرافه مترجمًا وتصديقًا على أرض الواقع من خلال إدارة التعليم في محافظة الأحساء ممثلة في رأس هرمها الشيخ أحمد بن محمد بالغنيم مدير التعليم بالمحافظة، الذي لم يألُ جهدًا في مساندة المعلم وخدمته وتوفير كافة السبل الممكنة لضمان تقديم الخدمة التعليمية المأمولة والتي تحقق رؤية بلدنا الحبيب والسمو بأبنائه.
تركي بن عايض التركي
المدير العام لجمعية تيسير الزواج ورعاية الاسرة بالاحساء