اعتدنا ونحن نتحدث عن النجاحات التي يحققها البعض ، والإخفاقات التي يظهر بها البعض الآخر ، أن نسمع الكثير من كلمات التأنيب على الناجحين وما حققوه من نجاحات ، فتارة يقال أن نجاح زيد في عمله لم يكن إلا ببريق إعلامي ، ونجاح عمرو كان مجرد كلمات لا أفعال ، وقد أتفق مع هؤلاء وهؤلاء إن هم اثبتوا صحة اقوالهم وأظهروا إخفاقات الآخرين ، ونجاحاتهم هم ، لكن الحسد والغيرة أعمت أعينهم عن الحقائق ، وصورت لهم إخفاقاتهم صور سلبية عن الآخرين .
وهنا أقول إن الناجحون الحقيقيون في أعمالهم ، لم نرهم يسطرون كلمات المديح والثناء عن أنفسهم ، لكنهم تركوا أعمالهم تتحدث عنهم ، وأفسحوا المجال أمام الآخرين لينقلوا ما يرون من أعمال بصدق وأمانة ، متقبلين النقد قبل الشكر ، كما ابتعدوا عن التقاط الصور الشخصية في تحركاتهم ، وجعلوها موجهة لأعمالهم .
أما الفاشلون فلم نر منهم سوى كلمات حاضرة ، وأعمال غائبة ، إضافة لمراقبتهم الدائمة للناجحين ، ونقل الشائعات الكاذبة عنهم ، اعتقادا منهم بأن مثل هذه الأساليب ستفقدهم احترام الآخرين ، وتسيء لسمعتهم ومكانتهم في المجتمع ، وتمحو أعمالهم .
وما أريد قوله للفاشلين أن اليوم ليس كالأمس ، فمع انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة ، أصبحت عملية نشر الأخبار والصور أسرع مما سبق ، واصبح الأفراد بكافة شرائحهم الاجتماعية والعمرية مطلعين على كل شيء ، واصبح الكثيرون يمتلكون فكرا ناضجا قادرا على المحاورة والنقاش ، ومن يدعي انه الأعلى علما ومكانة بغرور وكبرياء ، فهناك من هو أعلى منه علما ومكانة ، ويعيش تواضعا واحتراما للصغير قبل الكبير .
وعلى الفاشلين أن يتذكروا ما قاله دايف كاربيين مدير إحدى المقاولات الناجحة ، في تدوينة له على موقع لينكدين .
الناجحون يقبلون على التغيير ولا يخافون منه
الناجحون يناقشون الأفكار، والفاشلون يتحدثون عن الأشخاص
الناجحون يعترفون بأخطائهم، الفاشلون يلومون الآخرين
الناجحون يتقاسمون النجاح، الفاشلون يحتكرونه
الناجحون يتمنون النجاح للجميع، الفاشلون يتمنون العكس
وكم أتمنى ممن يدعون النجاح على أعمال لا وجود لها ، أن يلتزموا الصمت ولا يجعلونا نردد شعر الشافعي حينما قال :
قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم
إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ
وَفيهِ أَيضًا لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ
وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com