أيها القدر ترفق بنا، فقد أوجعتنا ردهات رُكبانك.. لفقد أُمٍ، وجارٍ، وصاحبٍ، ورفيقْ.. حتى باتت الأصابع تعدُّ الموتى؛ بين آهات الرحيل وزفرات العويل!
أجل، ما أكثر السنوات، وما أقرب الذكريات، التي قضيناها حين نستنطق بك تقاسيم الصور، ونُناجي فيهم قارعة الممر.. عبر بحة الاتصال، ومُواساة الارتحال!
آهٍ.. لذلك المكان الذي مررت به أيها الراحل، كغيمةٍ مُرهفةٍ بغيثها العميم، ودوحها الرخيم؛ باستحضار مزاحك، وجمال ارتياحك في كل صباحٍ!
بلى، على كبر سنك، وبياض شيبك، رأيناك تستوطن هذا بقلبك، وتلف ذاك بنبضك، وكأنك قد خلفت لنا كل ساعةٍ سورة أُخرى فوق أطراف كلامك، وبهاء سلامك سويعة الوداع!
لتظل القلوب موجوعة عليك بين قضبان الدموع، وتأمل الرجوع لأم عيالك، وأولادك، وبناتك، وأصحابك، وجيرانك..
فقد تركت لهم الأثر، وطلبت من الله الأجر، بين مآقي الدموع، وطرقات باب الرجوع!