في هذه الزاوية أتحدث كل يوم على مدار شهر رمضان المبارك بإذن الله عن شخصية تركت أثرا بارزا في المجتمع ، سواء كان هذا الأثر في مجال التعليم ، أو في المجال الاجتماعي ، أو الإعلامي ، فالهدف هو إشعار أبناء الجيل الحالي بالمعاناة التي وأجهت الرواد في حياتهم ، وكيف استطاعوا التغلب عليها .
حينما دعيت للحديث عن المسامرات الأدبية في مدرسة تحضير البعثات ، وجدت أن من وأجبي الحديث عن الأستاذ / عبدالرزاق بليلة ـ يرحمه الله ـ ، باعتباره الداعم والمشجع الرئيس للكثير من الأدباء والمفكرين السعوديين ، فدعمه لهم من خلال نشر نتاجهم الأدبي والثقافي عبر صفحة ( دنيا الطلبة ) التي كان يحررها مكنهم من مواصلة مشوارهم حتى وصلوا لما وصلوا إليه .
والأستاذ / عبدالرزاق بليلة الذي كنت أجده يوميا بعد صلاة العشاء في مكتبة المعرفة الواقعة بعمائر الأشراف بأجياد مع العمل حسن بحيري ـ يرحمهم الله ـ ، هو من مواليد مكة المكرمة عام 1339 هـ ، تلقى تعليمه الأولي بها ، عمل بعدة قطاعات حكومية ، وساهم مع زميل دربه صالح محمد جمال ـ يرحمه الله ـ في تأسيس مكتبة الثقافة بمكة المكرمة لتكون مركز اشعاع للثقافة والعلم ، وفي 1368 التحق بالعمل بمديرية المعارف حتى أحيل للتقاعد في عام 1404 هـ ، وعمل بالمجال الصحفي ، وهو أول من حرر صفحة أسبوعية طريفة تحتوي على أخبار خفيفة ومقتطفات أدبية تحت مسمى (مجلة البلاد) وكان يوقع مقالاته بـ (عين) سواء في البلاد أو حراء أو الندوة .
قدم العديد من الأعمال الإنسانية وشغل عضوية عدد من الهيئات واللجان أبرزها الهيئة التأسيسية لصندوق البر بمكة المكرمة .
حرص الأستاذ عبدالرزاق بليلة على منح الحقوق لأصحابها ، وحينما
ظهر اسمه في التتر الخاص بأغنية ” وطني الحبيب ” ، بدلا من مؤلفها الحقيقي السيد مصطفى بليله، قال ت يرحمه الله ـ لم أكتب هذه القصيدة ، ومن كتبها هو الأستاذ مصطفى بليلة .
توفي ـ يرحمه الله ـ عام 2010 عن عمر بلغ التسعون عاما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
للتواصلashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com