نعود بكم مرة أخرى إلى تقليب الصفحات في أرشيف كبار الكشافة (الرواد) من الجنسين ، في الوطن العربي الكبير، من المحيط إلى الخليج، لنُلقي الضوء على مشوارهم الكشفي منذ البداية وحتى مرحلة الرواد. متضمنين جوانب عديدة من حياتهم، نبحر وإياكم كل أسبوع في أعماق ذكريات (رائد أو رائدة) من الاحياء أو الراحلين من الكشافة الذين أمضوا حقبه من أعمارهم في هذا النشاط، والتي كانت وما زالت مليئة بالصولات والجولات، والتي أصبحت بعضها ذكرى لا تُنسى. نقدم لكم عبر صحيفة “شاهد الآن”، موجزًا عن “رواد ورائدات” الكشافة والمرشدات في الوطن العربي الكبير.
مكى المولد والمنشأ
و “نجمنا” هذا الأسبوع من المملكة العربية السعودية، ومن أقدس بقاع العالم، مكة المكرمة، الراحل الرائد الكشفي بكر بن أحمد بن حسن تيجاني – يرحمه الله – المولود في مكة المكرمة في الثاني عشر من شهر يونيو العام 1944م ، والذي رحل في الحادي عشر من شهر أغسطس العام 2022م
درس “تيجاني” في مدرسة الناصرية الابتدائية بمكة ابتداءً من العام 1961م ، وحصل على دبلوم إعداد المعلمين الابتدائي، ودبلوم الدراسات التكميلية بالطائف. عمل كمعلم في المدرسة السعودية بمكة، ثم وكيلاً، وأخيرًا مديرًا لها.
أبو الاشبال
والرائد الراحل “تيجاني” عُرِفَ واشتُهرَ بــ”أبو الأشبال” لتميزه في تدريب هذه المرحلة المهمة، وعلاقة بمرجلة الاشبال ، وقدرته الفائقة في تلك الحقبة على جذب أبنائه الأشبال بأسلوبه الفريد – يرحمه الله- ، عمل في مجال التربية والتعليم، وتقاعد مديرًا لمدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية بمكة المكرمة.
مشوار كشفي حافل
و”نجمنا” – يرحمه الله – التحق بالحركة الكشفية في العام 1968م، وتدرج فيها حصل على الدورة التمهيدية للشارة الخشبية في المدينة المنورة عام 1975م، ثم درس الشارة الخشبية (عملي) في الباحة في العام 1979م، وحضر دراسة مساعدي قادة التدريب (الأهلية) في مكة المكرمة في العام 1986م، ودراسة الشارة الدولية في مدينة العريش المصرية عام 1992م، ونال “شارة مفوض تنمية القيادات” في العام 1992م، إلى جانب حضوره دراسة “الموسيقي” الثانية بالطائف عام 1976م، ودورة قادة المفوضين العرب في تونس عام 1981م.
مهامه الكشفية
وخلال مشواره الكشفي الطويل الذي تجاوز النصف قرن من الزمان، تولى “نجمنا” – عليه رحمة الله – مهامًا عدة، منها: مفوض تدريب الأشبال من العام 1980م وحتى العام 1994م.، مساعد قائد معسكر خدمة الحجيج بمكة المكرمة التابع لجمعية الكشافة السعودية من العام 1983م وحتى 1994م ، تولى إدارة وتنسيق إقامة معسكرات اليوم الواحد للأشبال في قسم النشاط الكشفي بإدارة تعليم مكة المكرمة في عدة مناسبات، من عام 1979م وحتى 1994م.
مشاركاته الدولية
وفي مشاركات نجمنا – يرحمه الله – على الصعيد المحلي، والإقليمي، والدولي، شارك في دورة المفوضين العرب الكشفية في تونس، وشارك في دورة الشارة الدولية في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى مشاركاته في المناسبات الكشفية المقامة داخل بلاده، المملكة العربية السعودية.
اسهاماته
وفي تتبعنا لسيرة الراحل “تيجاني” – يرحمه الله – وجدنا أنه كان يسهم بشكل كبير في نشر ثقافة الحركة الكشفية على المستوى الوطني في “السعودية” في كافة المراحل الدراسية في التعليم العام، وسعى كثيرًا لتعميمها على كافة المراحل الدراسية. كما تبنى – يرحمه الله – الأندية الرياضية للفرق الكشفية، وأسس فرقًا بكافة المراحل في كل نادي رياضي، وتولى في رحلته – يرحمه الله – إنشاء هيئة كشفية عامة تتولى جميع الأنشطة الكشفية.
تواجد في المناسبات المهمة
وفي مشواره الكشفي، شارك “تيجاني” – يرحمه الله – في عدة مناسبات مهمة، منها: اللقاء الأول للفن والأناشيد في الطائف، السعودية، عام 1967م ، المعسكر الكشفي الصيفي بالطائف، في قلب المملكة العربية السعودية، عام 1981م ، المخيم الكشفي الوطني “الجامبوري المحلي” الأول بالطائف، عام 1978م ، مسابقة التفوق الكشفي الأول بالرياض ، مسابقة التفوق الكشفي بالإحساء ، مسابقة التفوق الكشفي بمكة المكرمة ، كما شارك أيضًا في الرحلات الكشفية إلى المنطقة الشرقية، والباحة، والرياض
شهم كريم مضياف
وخلال علاقتي وقربي بالراحل “تيجاني” في حياته عرفته طيبا ، لينا هينا ، صاحب وقفات ، اجتماعي من الطراز الأول ، مبادر في اصلاح ذات البين ، حريص على زملائه وأصدقائه ، له شان في مجتمعه وحيه وعلى مستوى المدينة المقدسة مكة المكرمة ، تربوي بامتياز ، كان منزلة ملاذا امنا للضيوف ، خصص جزء منه لتجمع أعضاء ديوانية روشانة التجاني الاجتماعية التي ذاع صيتها في المنطقة ، رحل إلى ربه بعد صراع طويل مع المرض الذي اقعد على اثره ، وفقد بصره ، لكن رحل وهو في قمة البصيرة والرؤية والحكمة ، وبرحيله خسرت مكة والمجتمع المكي عامة واحد من المع رجالاته
الأسبوع القادم سير ملهم أخر
هذا ملخص مشوار نجمنا هذا الأسبوع ، وفي الأسبوع القادم- بإذن الله- ، سنقدم لكم سيرة جديدة من أرشيف كبار الكشافة والمرشدات الملهمين.”