اِسْتَقْبَلَ قَادَةُ وَكَشَّافَةُ تَعْلِيمِ مَكَّةَ اَلْمُكَرَّمَةِ ، والوسط الكشفي والتطوعي عامة، نبأ وفاة الكشاف سلمان الكنوي الذي وافته المنية جرّاء حادث مأساوي نتيجة سقوطه في خزان ماء أرضي.
“الكنوي” ابن السبعة عشر ربيعًا، كان عضوًا في الفرقة الكشفية بمدرسته، ثانوية الشيخ عبدالله الخليفي بمكة المكرمة في الصف الثالث ويستعد للتخرج هذا العام ، وأخر اعماله قبل رحيلة المشاركة في خدمة مرتادي المسجد الحرم من الزوار والمعتمرين والمصلين في شهر رمضان المبارك هذا العام
والكنوي رغم صغر سنه إلا انه رمزٌ للنور والأمل، يتردد صداه عبر ممرات الزمن. رجلٌ بقلبٍ عطوف، وبسمةٍ تحمل في طياتها شمس العطاء ، ودليل ذلك ما شعر به قادته ومعلميه بعد اعلان نبأ وفاته ، فالناس شهود الله في ارضه
وَشَهَادَةُ اَلْمُرَبُّونَ اَلْأَفَاضِلِ ” مُعَلِّمِيهِ ” له بالخير “افضل شهادة ” وأكدوا أنه كان يقف بينهم وبين الخير كجسرٍ يربط بين الحاجة والمساعدة، بين الأمل واليأس، بين الظلام والنور. كان يمتلك ذلك الشغف الذي يضيء دروب الآخرين، وينثر بذور الخير في أرجاء الحياة
والكنوي شهدوا له الخلق من بعد وفاته أنه من خلال تطوعه، لم يكن يبحث عن المديح أو الشهرة، بل كان يجد سعادته في بسمة الفرح التي يرسمها على وجوه الآخرين، وفي دفء الحب الذي يزرعه في قلوبهم
وفاته كانت صدمةً للجميع، فقد فقدوا برحيله رجلاً فاعلاً للخير، بل فقدوا قلباً ينبض بالحب والعطاء، وروحاً تحلق في سماء العطف والتسامح. لكن تبقى ذكراه خالدةً في قلوب الجميع، وتظل أعماله المباركة تنير دروب الحياة كل يوم.
الزبيدي : الابن “الكنوي” قدم في شهر رمضان عملا يشار اليه بالبنان وأمل ان تكون في ميزان حسناته
وأكد معلمه وقائده الأكثر قرباً منه، الأستاذ محمد بن أحمد الزبيدي، أنه وزملاؤه، قادة الكشافة في مكة المكرمة، تأثروا كثيراً بوفاته، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه كان طالب نموذجي من أسرة طيبة، يتمتع بالخلق الرفيع، وتظهر عليه علامات الورع والتقوى.
وأوضح الزبيدي أن “الكنوي” رغم أنه كان يتيماً إلا أنه كان مثالاً للطالب المجتهد المتفاني الذي يتمتع بحب معلميه، واحترام زملائه، مشيراً إلى أنه برحيله خسرت كشافة مكة المكرمة أحد أفضل طلابها.
وَبَيْن الزبيدي أن الراحل الابن “الكنوي” خلال شهر رمضان المبارك هذا العام قدّم عملاً يُشار إليه بالبنان، وكان مثالاً للتضحية والإثارة وحب العمل التطوعي.
وتره : ادعو الله بأن يجعل أخر اعماله في المسجد الحرام شفيعا له عند خالقه
أما معلمه الأستاذ إسماعيل أبو بكر وتره فلم يتمالك نفسه وهو يتحدث عن هذا الابن الذي يتمتع بمكانة كبيرة لديه ، مؤكدا أن كشاف يتمتع بروح الشهامة ، مشيرا إلى انطباعات أبنائه من صلبه الذي عبروا عن ما يتمتع به الكشافة الكنوي من محبة لدى اقرانه مؤكدين أن علاقته ليس مع معلميه فحسب بل مع ملائة وأبناء حيه وكل المحيطين به ، ودائما أول الحاضرين في أي مناسبة تطوعية أن كشفية
وبين وتره أنه تعرف على الابن “سلمان الكنوي” غبر النشاط الكشفي قبل التعرف على أسرته الكريمة ، مشيرا إلى ا، اعماله الكثير والعديدة لاتشير انه يتم الاب بفضل اهتمامه والدته واعمامه به وقال ” الابن سلمان كان مؤدبا ، مرنا محبا لزملائه ولا يختلف معهم كثيرا “
وأوضح وتره أن علاقته بالراحل ” الكنوي” علاقة الاب بابنه والمعلم بتلميذه ، مشيرا إلى انه كان قريبا منه
وقال وترة ” كان مشاركة في رمضان بمهمتين تطوعية ، والعمل مع الكشافة في خدمة مرتادي الحرم ، مشيرا بان ذلك أخر اعماله ، متمنيا أن تشفع له هذه الاعمال عند خالقه سبحانه وتعالى ، مبينا ماشهدت تشيع جنازته من حضوره من اقرانه وقادته
السليماني : سلمان متفوقا دراسيا وكان الاميز في النشاط الكشفي
ومن جانبه، قالت زميل الكشاف عبدالغني السليماني: “سلمان رحمه الله كان يحب الخير لنفسه ولمن حوله، وقدم العديد من الاسهامات الكبيرة لضيوف بيت الحرام خصوصا في شهر رمضان هذا العام. تمنينا وجوده معنا في موسم الحج، لكن قدر الله سبق مشاركته. كان واحداً من أميز الطلاب وأفضلهم دراسياً وفي ممارسة النشاط الكشفي، وكان من أعز الأصدقاء، وقبل مماته تواصل معي في شهر رمضان.”
ونظمت مودة الكنوي شعرًا، اداه الأديب الإعلامي الزميل عماد أبو علامة.
والراحل “الكنوي” عاش يتيما وقد فقد والده وهو طفلا لم يتجاوز العاشرة من العمر لديه اختين وأخوين
رحم الله “اليافع” الذي فارقنا، وترك خلفه سمعة حسنة وأعمالاً تخلد ذكراه، فتجعله حاضراً دائماً في عقول ووجدان من عرفوه، من معلميه وزملائه. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.