
تمثل العيون الحارة، على طول الساحل الغربي وتحديداً من الليث إلى جازان، بمكوناتها الطبيعية، وملامحها الريفية، وتضاريسها المتنوعة، ومواقعها المنتشرة على الساحل الغربي من المملكة، موارد طبيعية اقتصادية، لبناء استثمارات استشفائية وسياحية، وكوجهات جديدة، تضم لمنظومة الوجهات الجديدة المتنوعة.
ويصل عدد العيون المائية الحارة على الساحل الغربي إلى سبعة عيون تنقسم بين محافظات مناطق مكة المكرمة وجازان وعسير. وكشفت جولة “صحيفة شاهد”أن ثمة عيون جاهزة للتطوير والاستثمار السياحي والاستشفائي مثل عين الماء الحار بمحافظة الليث وتحديداً بمركز غميقة والتي تبعد بنحو 350 كم عن مكة المكرمة، وأصبح منتزه عام يقع على مساحة 50 ألف متر 2 بمسطحات خضراء ومجرى مرصوف بالحجارة الطبيعة للمياه الحارة التي تبلغ درجة حرارتها 85 درجة مئوية، وتتدفق منها المياه الطبيعية، بانسيابية بين صخور بركانية، مع توفر الإنارة وألعاب الأطفال ومظلات خشبية ودورات مياه. وبينت جولة “صحيفة شاهد “أن الموقع يشهد كثافة كبيرة هذه الفترة حيث تحسن الأجواء، من مختلف مناطق المملكة، لكنه يحتاج إلى استثمار احترافي يوفر غرف لتبديل الملابس وحفظها، ومراوش، ومزلقانات لذوي الإعاقة، ومحل لبيع مستلزمات السباحة والمواد الغذائية، وكراسي استرخاء، ومسابح مهيأة مفتوحة، ومواقع للسباحة والاستحمام النسائي. ويرى فيصل الشريف ” متردد” ان الموقع تحول لمنتزه بفعل جهود بلدية غميقة لكنه يحتاج لشركات متخصصة في الاستشفاء المائي، لتوفير عيادة اختصاصية، واستثمار الفضاءات القريبة من الموقع للتخييم الشتوي، وتوظيف تضاريس وموروث المنطقة في السياحة ولاستثمار. ويرى مرشدون أن استثمار العيون الحارة على الساحل الغربي عبر متخصصين لتحويلها إلى منتجعات استشفائية لتوفير خدمات السباحة بالمياه الكبريتية، وخدمات اللياقة البدنية، والمساج والتدليك، والوخز بالإبر، وخدمات الرعاية الطبية الكاملة عن طريق المياه الحارة، وخدمات الاستشفاء العلاجية باستخدام خلاصة المعادن أو العلاجات المائية، مع تقديم مأكولات المنتج الصحي، كفيله بتحويل تلك المواقع لوجهات حقيقة توفر الوظائف المباشرة والغير مباشرة والموسمية لشباب وشابات المنطقة. وطبقاً لمصادر متخصصة، فإن العلاج بالماء، وهو أحد طرق العلاج الطبيعي التي يتم من خلالها استخدام خواص الماء الفيزيائية لأغراض علاجية أو ترفيهية، وأوضحت اخصائية العلاج الطبيعي منال محمود إن الماء يعد وسطاً علاجياً مثالياً لخصائصه المختلفة حيث يسهم في تقليل تأثير ضغط الجاذبية الأرضية على تراكيب الجسم، وخصوصاً الهيكل العظمي؛ وبالتالي حدوث الحركة بشكل أسهل، كما يمكن استخدام الماء كوسيلة مقاومة للعضلات القادرة على الحركة أو وسيلة مساعدة يتم من خلالها مساعدة العضلات الضعيفة، وذلك بالاستفادة من ظواهر الطفو وردة الفعل المعاكسة، والاستفادة من علاقة التسارع والمقاومة الخاصة بالماء، التي بدورها تشكل القانون الأساسي في تدريب وتقوية العضلات.