
إن خير ما يستقبل به مواسم الطاعات شهر رمضان سلامة الصدر
سُئل ابن مسعود كيف كنتم تستقبلون رمضان ؟ قال : ماكان أحدنا يجرؤ على استقبال هلال رمضان وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم .
ولا شك أن سلامة الصدور سبب لصفاء القلب ، من الغل و الحسد، ،
فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام ، شهد الله له بذلك قال تعالى : {إذ جاء ربه بقلب سليم} [الصافات:84]، ولذلك فمن أهم ما ينبغي على كل مسلم أن يعتنى به قبل دخول رمضان سلامة صدرة من الشرك و البدع و الحقد و الحسد على اقاربه و جيرانه و اصدقائه و مجتمعه و ولاة أمره .
روى ابن ماجه في سننه عن عبدالله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: ((كل مَخْمومِ القلب، صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غلَّ، ولا حسد)).
وعن زيد بن أسلم أنه دخل على ابن أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقال له: ما لكَ يتهلَّلُ وجهك؟ قال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين، أما إحداهما: فكنت لا أتكلم بما لا يعنيني، وأما الأخرى: فكان قلبي للمسلمين سليمًا”.
وقال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: “أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيرًا، ويؤجرون كثيرًا، قال سفيان: ولِمَ ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم”.
وقد أثنى الله على الصحابة ومدحهم في سورة الحشر فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].
يقول إياس بن معاوية بن قرة عن أبيه، في وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “كان أفضلهم عندهم – يعني: الماضين – أسلمهم صدرًا، وأقلهم غِيبة”.
ومن وفق لمجاهدة نفسه على أن يكون بهذه الصفة فقد وفق أن يكون :-
◾️ راضياً بما قضى الله له وعليه من أمور الدنيا .
◾️ مطمئن قلبه بالأيمان.
◾️ يحب لإخوانه مايحب لنفسه .
◾️ صاحب بر و احسان.
◾️ يريد ما عند الله من الخير.
◾️ محبوب من الناس .
◾️ ينشغل لسانه بذكر الله.
يقول ابن القيم-رحمه الله- : ولا تتمّ له سلامته مطلقًا حيى يسلَم من خمسة أشياء: من شركٍ يناقض التوحيد، وبدعةٍ تخالف السنّة، وشهوةٍ تخالف الأمر، وغفلةٍ تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص. الداء والدواء (٢٨٣.)
جعلنا الله منهم ورزقنا الجنة بلا حساب ولا عذاب .