
ومع ثالث أيام الشهر الفضيل نحمد الله أن أمد في أعمارنا ومتعنا بالصحة والعافية في هذا البلد الآمن نعود لقصص ومواقف وعبر المطوفين في شهر رمضان في خدمة الحجاج والمعتمرين وهذه المرة من حي القشاشية .
ويحكى أن حي القشاشية هو أحد الأحياء المحاذية للحرم من الجهة الشرقية من جهة المسعى ويذكر أن القشاشون هم بائعو الحرير ويذكر أن تاريخ الحي يعود للقرن الحادي عشر الهجري نسبة إلى الشيخ صفي الدين القشاشي .
وقد تطورت عمارة المسجد الحرام وخاصة من جهة المسعى عدة مرات عبر التوسعات السعودية حتى أصبح بالشكل الذي نراه وبتعدد طوابقه ليستوعب الأعداد المليونية من الحجاج والمعتمرين .
اما شعب علي فهو المكان الذي لجأ إليه بنو هاشم عندما تحالفت قريش ضدهم فعرف فيما بعد بشعب ابي طالب ثم شعب بني هاشم ويعرف اليوم بشعب على , وهو منازل بني هاشم قبل النبوة . وقد ولد فيه الرسول الأعظم صلوات الله عليه . وفيه اليوم ( مكتبة مكة المكرمة ) ويعرف قديما بسوق الليل . . لنتعرف على ضيفنا :
الوقفة الأولى عرفنا بشخصك الكريم ؟
الاسم : محمد لطفي سقا.
موظف سابق في الخطوط السعودية .
الوقفة الثانية :
حدثنا عن المكان الذي ولدت ونشأت فيه :
من مواليد مكة المكرمة في العام 1367هـ حي القشاشية ثم انتقلنا لشعب علي .
وكانت الأحياء قريبة من بعضها يتوسطها الحرم المكي وكان الناس يعرف بعضهم البعض لا يوجد غريب ومن الأسر المجاورة لنا ـ آل الدمنهوري ، وآل رمبو ، وآل العنقاوي ، وآل سفر الذي منهم وزير الحج رحمة الله عليه الدكتور محمود سفر ـ وغيرهم من السر كما كان يميز الحي وجود مدرسة النجاح والتي عرف أنها كانت منزل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقد تلقيت تعليمي الابتدائي والمتوسط في مدرسة الزاهر الابتدائية والمتوسطة ثم انتقلت في المرحلة الثانوية لمدرسة العزيزية أما تعليمي الجامعي فقد درست البكالوريوس في الولايات المتحدة الأمريكية في تخصص صيانة الطائرات .
الوقفة الثالثة : رمضان قديماً
حدثنا عن رمضان قديماً؟
أحلى وأجمل الأيام التي عشناها ولا مثيل لها في اجتماع الكبار والصغار والتوجه لصلاة التراويح والحديث بعدها في تفسير القرآن ونزوله كنا نستمع لتلك الأحاديث .
كما كان الناس يرسل بعضهم لبعض طعام الإفطار.
ولم يكن الناس يكثروا من السهر بعد صلاة التراويح إلا الساعة التي يتدارسون فيها كما ذكرت سابقاً .
الوقفة الرابعة قصص في الذاكرة :
اذكر لنا قصة ارتبطت بالطوافة في رمضان :
امضيت في الطوافة مايقارب خمسة وثلاثين سنة وكان والدي حسين سقا ـ رحمة الله عليه ـ مطوفاً وقد عملت معه على قدر سني فكان المطوف هو من يتولى تعليم الحجاج الأمور الدينية ونسك الحج في الرحلة من مكة الى مكة مروراً بالمشاعر المقدسة .
فكان المطوف عبارة عن الموجه للحجاج ، تعلمت من والدي ومن بعده اخي جميل أشياء كثيرة فسرت على نهجهم .
كنت أشرف على الزيارات التي يقوم بها الحجاج للاماكن مثل المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة وغار حراء وغار ثور وبئر طوى وكان الحجاج يستمتعون بتلك الأماكن ويفرحون لزيارتها .
ولكن الوقت الذي ذكر فيه وصول الحجاج أن لم تخني الذاكرة في شهر القعدة وإن كان قد سمعت أنهم كانوا يأتون في وقت أبكر من ذلك أي في شهر شوال ورمضان وقبل ذلك ويمكثون الى شهر محرم من السنة المقبلة
كما كنت أوصل الحجاج للحرم وهناك يوجد من يقوم بتطويفهم.
والكثير من الحجاج عندما يصل إلى الحرم ويشاهد الكعبة يجثو على ركبتيه ويبكي كثيرة هي هذه المشاهد خاصة أنه في ذلك الوقت لم يكن يوجد النقل التلفزيوني المباشر فكانت لحظات إيمانية عظيمة انصياع وطاعة لله تعالى مما رسخ في أذهانهم من تعظيم هذا البيت
كما لمست وشاهدت الكثير من الحجاج الذي يأتي مريضاً وفي نيته أن يموت في هذه الأرض الطاهرة فيشفى تماماً من ما به من مرض ولا يموت إلا في بلده .
كما تكثر الوفيات في الحج بين الحجاج لمن كتب الله الوفاة وحان أجله فهي أقدار مكتوبة .
الوقفة الخامسة الخاتمة :
اختم لنا بخاتمة :
في هذه الأيام المباركة أدعو الجميع لاغتنام الوقت في طاعة الله وذكره وشكره وحسن عبادته.
واذكر ذلك البرنامج على مائدة الإفطار مما كان يميز شهر رمضان.
فلنحافظ على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن فرمضان هو شهر نزوله ورمضان فرصة لأن نغير من أنفسنا للأفضل والاحسن حفظ الله الجميع.