
لابد من التذكير بأمر مهم للصائم في شهر رمضان وهو الإخلاص :- تصفية العمل بإصلاح النية عن جميع الشوائب ومن أعظمها الشرك بالله ، والرياء والنفاق والسمعة وحب الدنيا .
❍ قال الله -تعالى-: ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) [سورة الزمر :٣]
❍ وقال سبحانه: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) [ سورة النساء:١٢٥].
❍ قال تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) [سورة الكهف: 110]
❍ قال الله تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [سورة البينة : 5]
❍ وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: “إن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه”.رواه النسائي.
❍ فالعمل بلا إخلاص لا قيمة له عند الله؛ لذا كان الإخلاص في القول والعمل شرطاً لقبول الأعمال عنده سبحانه.
❍ قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في قوله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [ سورة الملك :2]،
❍ قال : أخلصه وأصوبه. وقال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. وقال : والخالص إذا كان لله عزوجل ، والصواب إذا كان على السنة.
❍ والصوم هو أكثر الأعمال التى يمكن أن يتحقق فيها الإخلاص، فهو سرّ بين العبد وخالقه لا يطلع عليه إلا رب العالمين، ولذلك أخفى الله أجره.
❍ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: “كل عمل ابن آدم له؛ الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عز وجل -: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ،للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك” (رواه البخاري ومسلم)
❍ قال ابن قدامة رحمه الله تعالى : “إنّ في الصوم خصيصةً ليست في غيرِهِ؛ وهي إضافتُهُ إلى الله تعالى ، حيث يقول سبحانه : ( الصومُ لي وأنا أجزي به ) ؛ وكفى بهذه الإضافة شرفاً!
❍ فشهر رمضان من أسباب مغفرة الذنوب ولا يتحقق الغفران إلا بالإخلاص عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ﷺ: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه. وقال ﷺ : من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه [متفق عليه]
❍ عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :قال ﷺ: ” أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ , فَقَالَ : “رَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ , فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ , فَقُلْتُ : آمِينَ , ثُمَّ قَالَ : رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ , فَقُلْتُ : آمِينَ “. دل وهذا الأحاديث على أن من صام شهر رمضان إيمانا بالله مصدقا بوعده محتسبا ثوابه قاصدا به وجه الله تعالى ، لارياء ولاسُمعة، غُفِر له ماتقدم من ذنبه .
❍ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله – إيمانُه : بأن الله شرع ذلك وأوجبَه ورَضِيه وأمر به .احتسابُه : يفعله خالصاً يرجو ثوابَه. جامع المسائل : (161/1)
صورة الإخلاص :
ان يكون عملك أمام الناس وفي الخلوة سواء، تصلي وحدك كأنك أمام الناس، وتصلي أمام الناس كأنك وحدك”. وكذلك الصيام إذا خلوت لا تنتهك ماحرم الله.
❍ عن أبى هريرة رضي الله عنه قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم: “يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه أحدًا غيري تركته وشركه”.
❍ عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه ويقول– صلى الله عليه وسلم-: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، الرياء، يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل”. [صححه الألباني .]
ثواب الإخلاص :
إذا قوي الإخلاص لله وحده في الأعمال ارتفع صاحبه إلى أعالي الدرجات، يقول أبو بكر بن عياش : « ما سبقنا أبو بكر بكثير صلاة ولاصيام، ولكنه الإيمان وقر في قلبه والنصح لخلقه »
❍ مما يعين على تحقيق الإخلاص.
❶- أن يكون مؤمنا بالله الذي فرض عليه العبادة .
❷- أدّا العبادات كما ينبغي وعلى الوجه الصحيح متبعاً للنبي صلى الله عليه وسلم.
❸- احتساب الأجر عند الله، مستسلما ًللخالق سبحانه،
❹- يراقب أعماله وأفعاله وحركاته.
❺- يعترف بعيوبه وتقصيره.
❻- دوام مراقبة الله -تعالى- ليعلم العبد أن الله مطلع على اعماله وحركاته وأنه خلق من خلقه سبحانه .
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .