
في ليالي رمضان الهادئة، حيث يمتزج عبق الذكريات بروحانية الشهر الكريم، تفتح لكم نافذة جديدة على جانب من حياة رواد الكشافة العربية عبر زاويتنا اليومية (نافذة رمضانية). بعيدًا عن الأوسمة والمخيمات والملتقيات، نقترب من تفاصيل يومياتهم ومجالات إبداعهم خارج إطار العمل الكشفي.
في حلقة اليوم، نسلط الضوء على حياة الرائد الكشفي إبراهيم كمال رحيمي من الجمهورية اللبنانية الشقيقة، المولود في لبنان عام 1959. منذ صغره، كان فتىً شغوفًا بالكشفية، حيث التحق بها عام 1968 وانضم إلى كشاف التربية الوطنية اللبنانية، وشارك فيها بفعالية حتى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، التي أوقفت العمل الكشفي. لكنه يقول إن الشغف لم يخمد، بل بقي متّقدًا في داخله ليعود مجددًا عام 1988 من خلال جمعية الكشاف المسلم في لبنان.
حياته المهنية.. عطاء في خدمة وطنه
اتسمت الحياة المهنية للرائد الكشفي إبراهيم رحيمي بالعطاء الزاخر في خدمة وطنه، حيث يقول:
“عملتُ خلال مسيرتي في الهندسة الميكانيكية، حيث وفقني الله في تنفيذ العديد من المشاريع الكبيرة من خلال تعهدات مع وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الطاقة والمياه عبر شركة خاصة. ومن أهم هذه المشاريع:
▪️ تنفيذ خطوط صرف صحي في مدن وقرى جبلية، مما ساهم في تحسين البيئة والصحة العامة.
▪️ تنفيذ مشاريع بناء مدارس ومؤسسات عسكرية وغيرها من المشاريع التنموية في مختلف المحافظات اللبنانية، إيمانًا بأن التعليم والبنية التحتية هما أساس نهضة المجتمعات.”
الحياة الشخصية والمجتمعية والرياضية للرائد رحيمي
إلى جانب عمله الهندسي والكشفي، كان بطلًا في رفع الأثقال، ولاعب كاراتيه، ولاعب كرة قدم، كما شغل منصب رئيس نادي البقاع الرياضي، وهو نادٍ ثقافي رياضي اجتماعي لمدة ست سنوات. عمل أيضًا كمدرب ومدير عام نادي Fitness Garage، وكان عضوًا مثابرًا في المجلس البلدي من عام 1998 حتى 2010.
ومن بين المشاريع التي يعتز بها:
▪️ مساهمته في بناء مبنى الوقف الإسلامي في بلدته (سعدنايل)، الذي يعود ريعه لخدمة الفقراء.
▪️ مشاركته الفاعلة في تأسيس ملعب كرة قدم أولمبي في بلدته، بتمويل دولي، إيمانًا منه بأن الرياضة والتربية هما ركيزتا بناء المجتمع.
▪️ رمضان في حياته.. فرصةٌ لا تُعوّض
يقول الرائد رحيمي:
“رمضان ليس مجرد شهر، بل فرصةٌ ينتظرها القلب من عام إلى عام. إنه محطةٌ روحية ليست كأي محطةٍ في حياتي.”
ويضيف:
“أبدأ يومي في رمضان بفضل الله ونعمة منه في الثلث الأخير من الليل، حيث أستيقظ لقيام الليل والتهجد، وأتلو جزءًا من القرآن الكريم مع أفراد عائلتي حتى يحين وقت السحور. ثم أتناول فنجانًا من القهوة وبعض الأطعمة الخفيفة، وبعدها نؤدي صلاة الفجر سويًا. ومع بزوغ الشمس، أصلي ركعتي الضحى شكرًا لله، وأرجوه دوام النعم علينا وعلى الأمة الإسلامية. ثم أنطلقُ لإيصال أحفادي إلى المدرسة، وأعود لأخذ قسطٍ من الراحة قبل صلاة الظهر.”
ويحرص الرائد رحيمي على صلة الرحم، وقضاء حوائج الأهل والجيران قبل أن يحين موعد صلاة العصر، وبعدها يقضي وقتًا في تلاوة القرآن، ثم يستريح قليلًا حتى يحين موعد الإفطار. وعند الغروب، تجتمع الأسرة حول مائدةٍ مليئةٍ بنعم الله وكرمه، في لحظةٍ من التأمل والشكر على نعمة الإيمان والأمان، حيث يؤكد أن الإفطار ليس مجرد طعام، بل اجتماعٌ على الذكر والشكر، وهو من أجمل لحظات اليوم.
▪️ الرسالة التي يحملها رحيمي
يقول فيها:
“أسعى دائمًا لأن أبقى كشافًا مشتعلًا، أنقلُ قيم الكشافة والعطاء إلى الأجيال الصاعدة، وأدعو كل شاب وشابة إلى مواصلة هذا المسار النبيل. فالكشافة ليست مجرد أنشطة، بل مدرسة تُخرّج أجيالًا تحمل القيم والمبادئ في حياتها اليومية.”
“إنها رحلةٌ لم ولن تتوقف، لأن العطاء متجددٌ، والعمل من أجل الخير لا يعرف حدودًا…”
▪️ مسيرته الإعلامية والكشفية
الرائد الكشفي إبراهيم رحيمي، المنسق الإعلامي لجمعية رواد الكشاف المسلم في لبنان، انتسب إلى الجمعية عام 2010، وأصبح عضوًا في لجنة الإعلام حتى اليوم. وفي عام 2012، أصبح نائب أمين فرع البقاع وما زال مستمرًا في هذا التكليف. كما عمل عضوًا سابقًا في لجنة الإعلام والتوثيق بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، وقبلها عضوًا في لجنة تنمية العضوية بالاتحاد العربي.
حصل على عدد من الشهادات التقديرية، أبرزها:
▪️شهادة من الرئيس الأسبق للجنة الإعلام بالاتحاد العربي علي العلي، الأمين العام المساعد حاليًا.
▪️ الميدالية الفضية والبرونزية، والوسام الذهبي من جمعية رواد الكشاف المسلم في لبنان.
▪️ مشارك في العديد من الملتقيات الكشفية العربية وملتقيات رواد الكشافة.
▪️ شخصية فريدة في الإعلام الكشفي
الرائد إبراهيم كمال رحيمي إنسان نبيل، دمث الأخلاق، مبدع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وصاحب آراء سديدة ومفيدة في خدمة الإعلام الكشفي اللبناني خاصة، والعربي عمومًا.