
القرآن الكريم أنزله الله -عز وجل- في هذا الشهر المبارك أي : اُبتدئ إنزاله على النبي ﷺ في شهر رمضان، قال تعالى :- ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ وقال تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [سورة الدخان:3]
قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [سورة القدر:1] فالليلة المُباركة هي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان ، فحري بالمسلم أن يَقضِي ساعات يومه مع كتابِ ربِّهِ القرآن، فيَتلوا، ويَتدبَّر، ويحفظ ، ويتعلَّمُ، فهذا من أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم، فإن تلاوته من صفات المؤمنين ، قال الله عز وجل في سورة فاطر : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
قال الله عز وجل : ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة:121] ، ومعنى ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾ كما بيَّن العلماء أي بالجمع بين القراءة ، وحُسن الفهم للمعاني ، والتدبر
❍ وقد ورد في فضل تلاوة القرآن أحاديث عظيمة منها :-
❍ عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ ) [أخرجه أحمد]
❍ عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) [رواه البخارى]
❍ وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران متفقٌ عَلَيْهِ
❍ وعن أَبي موسى الأَشْعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: مثَلُ المُؤمنِ الَّذِي يَقْرَأُ القرآنَ مثَلُ الأُتْرُجَّةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ، وطَعْمُهَا طَيِّبٌ، ومثَلُ المُؤمنِ الَّذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرةِ : لا رِيح لهَا، وطَعْمُهَا حُلْوٌ، ومثَلُ المُنَافِق الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيحانَةِ: رِيحها طَيِّبٌ، وطَعْمُهَا مُرٌّ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَها رِيحٌ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ ) متفقٌ عَلَيْهِ.
❍ عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه»، [صحيح مسلم.]
❍ عن عبدُالله بن مسعودٍ رضى الله عنه : أنَّ النبي ﷺ قال : مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول : ألف لام ميم حرف، ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
❍ فعلى المسلم أن يحرص على تلاوة القرآن كل يوم من ايام شهر رمضان وأن يجعل له حزب وورد يومي لايتركه ، ويتذكر الأجر الذي أعده الله لقارئ القرآن ، فإن لكثرة القراءة فيه مزية خاصة ليست لغيره من الشهور والأيام .
وليغتنم شرف الزمان في هذا الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.. وأن نجاهد أنفسنا على تلاوة هذا الكتاب الكريم ، وأن يقصد تاليه وحافظُه بذلك وجه الله لا الرياء والسمعة والشهرة , فإنَّ أول من تسعر بهم النار يوم القيامة رجل قرأ القران ( لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ )
❍ عناية السلف الصالح بالقرآن الكريم في شهر رمضان:
❍ فقد كان الزهري -رحمه الله- إذا دخل رمضان يقول 🙁 إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام )
❍ كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.
❍ وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليالٍ دائماً وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كل ليلة.
❍ وكان إبراهيم النخعي -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليالٍ وفي العشر الأواخر في كل ليلتين.
❍ كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال،وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة يقول عند كل ختم دعوة مستجابة. [طبقات الحنابلة 1/275]،
❍ وكان الأسود -رحمه الله- يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر لطائف المعارف (1/183).
❍ ماهو الوقت المفضل لقراءة القرآن الكريم؟
قراءة القرآن في ليالي رمضان افضل ولها مزية، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل وتجتمع الهمم ويتواطأ القلب واللسان على التدبر، وقد ثبت أن جبريل ﷺ كان يَلقى النبي ﷺ كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن
❍ كم المدة التي يقرأ فيها القرآن في رمضان ؟
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: “إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، وخصوصاً الليالي التي تُطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيه من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره “.
❍ نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن العظيم