
مع تاسع أيام الشهر الفضيل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم أغفر لنا ولوالدينا وراحمهما كما ربونا صغاراً .
نستمر معكم عبر نافذتنا ـ تربويين ـ العلم نور والهمة العالية ووقوف الأسرة للتحفيز وراء تحقيق نجاح الأبناء أهدافهم .
لم تكن القرية سبباً لعدم إكمال مواصلة التعليم.
ولا الحياة الاجتماعية بصعوبتها ومتغيراتها سبباً لترك العلم .
ولا بعد الأم وفقدها وإنشغال الوالد دافعاً للفشل .
كانت العزيمة والإصرار لتحقيق الهدف ثم الدعم والتشجيع وبركة الدعاء .
ففقد الأم وإنشغال الوالد بالعمل كانا دافعاً لمزيدِ من الإصرار والعزيمة لتحقيق هدفهم ورغبتهم في أن أصبح معلماً ..
لنتعرف على ضيفنا :
الاسم : عوض حسن عوض الصبحي .
تاريخ الميلاد: 1368هـ
المؤهل العلمي : ماجستير إدارة تربوية ( الولايات المتحدة الأمريكية )
العمل : مدير مدرسة متقاعد .
النشأة :
ولدت في قرية بوادي الصفراء ـ الواسطة ـ التي أصبحت في الوقت الحالي محافظة وتتبع لمنطقة المدينة المنورة تبعد عنها مسافة 120 كيلو وكانت من القرى التي تتمتع بوجود مستوصف ومكتب للبريد ومدرسة ابتدائية باسم مدرسة الواسطة في ذلك الوقت .
وكانت الحياة في هذا الوادي تعتمد على زراعة النخيل صيفاً أما في فصل الشتاء فكنا ننتقل إلى جبال صبح التي تبعد مسافة 50 كيلو تقريباً وتتمتع هذه الجبال بربيعها ومائها وخضرة أرضها وبحلول الصيف نعود للوادي .
وفي تلك الفترة لم تكن الكهرباء متوفرة فيعم الهدوء الوادي بحلول الظلام إلا من لمبة فتيل تشعل بالجاز .
وكنت أكبر إخوتي كنا أربعة إخوة ثلاث ذكور وبنت وكان والدي يعمل في مكة المكرمة في أعمال البناء وكان المقاول الذي يعمل عنده يدعى المعلم ” محمد روزي بخاري “.
فكان يغيب عنا بالأشهر ثم يأتينا بالمصروف والخيرات ويعود مرة آخرى لعمله تاركنا في شوق له وكانت والدتنا ترعانا وتهتم بنا طيلة فترة غيابه .
وعندما ماتت أمي حرص أبي على تعليمنا وتربيتنا فلم يتزوج وتفرغ لنا إلى أن توفاه الله فجزاه الله خيراً وغفر له ـ أبا وصديقاً ومعلماً ومربياً حنوناً .
فبعد وفاة الوالدة رحمها الله آزرنا وساندنا بالنصح والتوجيه والرعاية إلى أن توفاه الله بعد 20 سنة من وفاة الوالدة غفر الله لهم جميعاً.
تزوجت من ابنة عمي وكانت لي خير معين ورزقت بأول أبنائي في الولايات المتحدة الأمريكية واسميته نزار .
المسيرة العلمية :
المرحلة الابتدائية .
التحقت بالمدرسة الابتدائية في وادي الصفراء في العام 1375هـ وكانت تسمى مدرسة الواسطة الابتدائية كانت عبارة عن مبنى من غرف الطين لكل صف غرفة وغرفة للإدارة وكانت بعض الفصول عبارة عن حنابل والأخرى بها طاولات دراسية لشخصين بدرج مفصول وأخرى بدرج واحد وكانت الحكومة توفر لنا ملابس الرياضة والأحذية الرياضية وخلال هذا العام انتقلنا إلى جبل صبح وانقطعت عن الدراسة لأعود منتظماً في العام 1376هـ حتى أكملت المرحلة الابتدائية وقد اعتمدت على نفسي في المذاكرة والجد والاجتهاد لكي أحقق هدفي فلم تكن الوالدة تحسن القراءة ولكنها كانت تحسن التربية فقد كانت ترعانا وتجهز أغراضنا وكل ما نحتاجه في الفترة التي يغيب عنا الوالد بحكم عمله في مكة المكرمة والوالد أيضا لم يكن كثير العلم ولكنه يجيد قراءة القرآن الكريم ولله الحمد فترك فينا أثرا حسناً وقدوة صالحة ، وكان من زملاء المرحلة الابتدائية :
الأستاذ حامد سعد المحمادي ، مدرس متقاعد .
حمد حمدان الحازمي .
سلمان حمد الصبحي .
عامر معلا الاحمدي.
المرحلة المتوسطة .
كانت أمنيتي وأمنية العائلة أن التحق بالمعهد الذي يؤهلني مباشرة لأن أكون معلماً وفعلاً توجهنا للمدينة المنورة للتسجيل وقوبل الطلب بالرفض لصغر سني وقتها حيث كان عمري 14 سنة وخيروني أن أتوجه للمعهد الصناعي ، ولكن والدي وأعمامي قرروا أن التحق بالدراسة في مكة المكرمة مكان عملهم وكان العام 1383هـ
وفعلاً توجهنا لمكة وكان السكن في حي الزاهر حيث يسكن والدي وعمي ومجموعة من العمال
ثم توجهنا لابن عم والدي الذي يسكن في جبل ” جحيشة ” ويدعى علي بن مرشود الصبحي ، ـ رحمة الله عليه ـ لكي يتوسط لنا لقبولي في مدرسة الزاهر المتوسطة وكان مكتب التعليم في البيبان مقابل محلات بيع أسماك الزينة والطيور .
وكان المسؤول في المكتب يدعى عبدالمنعم قاضي ، وكانت أقرب مدرسة للسكن مدرسة الزاهر كانت في بيت الملك فاروق.
لكن المسؤول اخبرنا انه لا يوجد أماكن شاغرة في المدرسة ويمكنني التسجيل في مدرسة عمرو بن العاص في العتيبية ولكنها بعيدة عن السكن .
وفي الاثناء حضر طالب آخر يدعى محمد المنصوري برفقة والده يريد التسجيل أيضاً في مدرسة الزاهر فوافق له وقال لي ـ هات الاستمارة ـ وشرح عليها بالتسجيل في مدرسة الزاهر
وبدأت الدراسة وكان لنا أقرباء ازورهم وقت الغداء فيكرموني مع أبنائهم وفي المساء أعود لوالدي لأقضي باقي الوقت مع العمال ولمدة سنتين .
وكانت أمي وجدتي وإخوتي الصغار في وادي الصفراء وجاءنا خبر فجعنا به ألا وهو وفاة والدتي فذهب الوالد لإتمام مراسم الدفن والعزاء وبقيت أنا في مكة المكرمة في دراستي لكني أذكر ذلك جيداً.
وبعد ذلك قرر والدي أن ننتقل لسكن خاص بدلاً من جلوسي وسط العمال وفعلاً وجدنا سكن في حارة ” خنيفس ” قريب من المدرسة عبارة عن غرفتين لا كهرباء فيها قيمة الايجار (45) ريال ومع دخول الكهرباء زاد الإيجار فأصبح ( 60) ريال
وفي الاثناء تخرج أخي عائض والتحق أيضاً هو بالدراسة في نفس المدرسة .
ولم يمضي وقت حتى قرر والدي احضار إخوتي وجدتي من وادي الصفراء للعيش معناً وبذلك اجتمعت العائلة من جديد.
وكانت تصرف مكافأة للطلاب المغتربين مبلغ ( 100) ريال فقدمنا الأوراق وأصبحنا نحصل على المكافأة .
أما من أذكرهم في هذه المدرسة المدير وهو الأستاذ جميل أحمد ظفر والوكيل الأستاذ محمد على النقلى .
أما الطلاب فكان الأخ / إبراهيم محمد الجخيدب ، كان يأتي من الشرائع وأصبح فيما بعد مدير مدرسة .
عبدالرزاق احمد ظفر.
عبدالله محمد عزيز الرحمن.
محمد أحمد المنصوري.
عبدالله محمد عزيز الرحمن .
إلى أن تخرجت من مدرسة الزاهر المتوسطة .
المرحلة الثانوية :
كانت الثانوية العزيزية هي الخيار المتاح وكان مديرها الأستاذ محمد السليمان الشبل واستمرت تصرف مكافأة الاغتراب ، وتخصصت فيها في القسم العلمي وكان بعض المدرسين يدرسنا لأكثر من مادة مثل مدرس التاريخ واللغة الفرنسية .
وكنت أذهب إلى المدرسة بالأتوبيس في السنة الأولى وهو وسيلة المواصلات في ذلك الوقت.
ثم في العام الثاني أصبحت أذهب مع الأستاذ سعيد بن عاطي المحمادي قبل أن ينتقل لإمارة منطقة مكة المكرمة وقد كان جار لنا .
ومن الأصدقاء في هذه المرحلة :
الدكتور / عبدالرزاق ظفر .
الدكتور / عبدالله محمد عزيز الرحمن .
المرحلة الجامعية
بالرغم من انني تخرجت من القسم العلمي وكانت الخيارات متاحة لي إلا أنني أخترت كلية الشريعة وكانت الدراسة أربعة محاضرات في اليوم وكان ضمن المدرسين الشيخ محمد علي الصابوني .
وتخرجت من الكلية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف.
أما الزملاء فهم:
معالي الشيخ الدكتور / صالح بن حميد .
فضيلة الشيخ الدكتور حمزة بن حسين الفعر.
الدكتور / محمد أحمد البناني .
ورشحنا لإكمال الماجستير وكانت تمنح مكافأة قدرها 600 ريال للطالب .
إلا أنني فضلت التعيين على المرتبة السابعة وذلك بناءً على توجيه الملك فيصل رحمه الله في ذلك الوقت ، حيث صدر مرسوم بتعيين خريجي كلية الشريعة على المرتبة السابعة بدل السادسة .
الماجستير
ابتعثت في الدورة الخامسة للولايات المتحدة بعد اجتياز اختبار التصنيف فقد رسخ في ذهني بعض ما درسته في المرحلة الثانوية والجامعة من كلمات ومصطلحات اللغة الإنجليزية حيث التحقت بدورة في المعهد الأمريكي في الرياض لمدة 11 شهراً خلال هذه الفترة تزوجت وكنت أعود إلى مكة مع استلام الراتب الذي كان مقداره 1380ريال
وبعد اجتياز الدورة التي كان فيها متدربين من جميع مدن المملكة سافرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم توزيعنا على خمسة ولايات تقريباً حسب التخصصات فكان ترشيحنا لولاية أوكلاهوما في جامعة نورمان أوف أوكلاهوما وكان البرنامج المخصص سنة للدبلوم ومن يحصل على معدل جيد وأعلى يحق له إكمال الماجستير سنتين أخرى .
وقد شاركني في السكن صديق من المنطقة الشرقية يدعى / عثمان الملحم .
وبعد ثلاثة أشهر من البعثة عدت للمملكة العربية السعودية وكان وقتها شهر رمضان وفي منتصفه عدت مصطحباً زوجتي وكان في العام 97هـ وفي شهر شوال رزقت بأول ابنائي واسميته نزار حيث وكان لي صديق اسمه / علي الجيزاني يكنى أبا نزار واعجبني الاسم .
ومع نهاية السنة اجتزت الدبلوم ولله الحمد بتقدير جيد جداً واكملت الماجستير خلال عام ونصف ومن الزملاء الدكتور / سراج الغامدي اذكر انه من الطائف .
ومن الزملاء في أمريكا :
الدكتور / سراج الغامدي .
إبراهيم الفقيه .
فاروق بنجر .
وغيرهم من الزملاء رحم الله من مات منهم وبارك لمن هو على قيد الحياة .
المسيرة العملية :
بعد التخرج من الجامعة تقدمت بطلب وظيفة التدريس وكما ذكرت سابقاً تخرجت بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف فتم تعييني في مكة المكرمة مباشرة ومن كانت معدلاتهم أقل كان يعين خارج المنطقة وباشرت في مدرسة أم القرى المتوسطة بدحلة حرب وهي المدرسة التي تدربت فيها ” التربية العملية ” ومدير المدرسة وقتها الشيخ صالح بن عبدالله آل الشيخ أما الوكيل فهو الأستاذ عبدالله البليهد والذي أصبح مديراً فيما بعد بعد انتقال الشيخ صالح آل الشيخ مديراً للمعهد التجاري.
وكنت ادرس جميع المواد الدينية ما عدا القرآن الكريم فقد كان يدرسه الشيخ / حمد الفريح .
أما الطلاب فهم كثير وأذكر منهم مهندس في أمانة العاصمة المقدسة / فوزي محمد العمري.
أحمد المروعي .
هاشم علي الاهدل .
عادل الهباش .
وهذا كان بين العام 92-95هـ وكان مدير التعليم العطار.
وبين العام 97-99 هـ عدت من برنامج الابتعاث بعدما حصلت على الماجستير وكان وقتها مدير عام التعليم / عبدالرحمن الزيد ومكتبه في جدة فطلب أن نباشر في جدة ولكن كون سكني في مكة المكرمة طلبت أن أباشر فيها فوجهوني لتعليم مكة المكرمة وفعلاً باشرت عملي في إدارة تعليم مكة في المتابعة الإدارية والتفتيش .
ثم أحدث ” قسم الإدارة المدرسية” فتشرفت برئاسته وكان أول قسم ينشأ على مستوى إدارات التعليم وكان وقتها مدير التعليم الأستاذ سهل المطرفي ، فكنت أول مدير للإدارة المدرسية على مستوى التعليم في المملكة .
فكنت في التوجيه والإشراف في الإدارة والإشراف على المواد .
وفي العام 1402هـ عدت للمتابعة الإدارية إلى صدر قرار تصنيف المدرسين وجعل لهم كادر وبعد سنتين تقريباً خيرنا بالعودة إلى التدريس أو نصنف على مراتب الموظفين بمسمى مفتش إداري.
وكان وقتها الأستاذ العقلا وكيلاً للتعليم فطلبت منه نقلي لأمارس عملي كمعلم وبعد شهر تقريباً وكان وقتها شهر رمضان راجعته على أن يوجهني لإحدى المدارس وكان له صديق عمل معه في مدرسة الحديبية الثانوية وهو الأستاذ على موسى ملاوي ـ رحمة الله عليه ـ فقال لي أوجهك لثانوية الحديبية فقلت له على بركة الله وصادف وقتها إجازة شهر رمضان وبعد الإجازة باشرت ولمدة سنتين بين العام 1402 والعام 1403هـ في هذه المدرسة كنت ادرس المواد الإسلامية ما عدا القرآن الكريم وكانت الحصص الأسبوعية تتراوح بين 20 إلى 22 حصة .
ثم رشحت من قبل الإدارة المدرسية مديراً لمدرسة الشهداء المتوسطة في الزاهر شارع البلدية المؤدي لشارع الحج وكانت المدرسة عبارة عن مبنى مستأجر وكانت قريبة جداً من منزلي لدرجة أني أذهب إليها سيراً على الأقدام .
وكان وكيل المدرسة الأستاذ محمد حافظ ـ حفظه الله ـ ولمدة سنتين في هذه المدرسة إلى العام 1405هـ
كان عدد طلاب المدرسة حولي 600 طالب والمدرسين قرابة 40 معلم.
ثم نقلت لمدرسة عمر بن الخطاب المتوسطة في موقعها الحالي ومبناها الحكومي وكانت أكبر من المدرسة السابقة في عدد الطلاب والمعلمين .
وأما الوكيل فقد تم تكليف الأستاذ درويش زمزمي ولمدة عام وبعد ذلك كلف مديراَ في احدى المدراس وحل محله وكيلاً الأستاذ محمد حافظ نقل من مدرسة العاصمة المتوسطة لنجتمع مرة أخرى .
وعملت في هذه المدرسة لمدة عشرة سنوات .
ثم نقلت لمدرسة حراء المتوسطة في النوارية والتي تغير مسماها إلى سليمان بن يسار وكانت المباني مستأجرة طيلة العشر سنوات التي عملت فيها .
واستمر معي الوكيل الأستاذ محمد حافظ .
ومن المدرسين في هذه المدرسة:
محمد أحمد أبو خزانة .
محمد أحمد الزبيدي.
خالد جريبيع الردادي.
عطية اللحياني .
ثامر الوافي .
في العام 1423هـ تعرضت لحادث سير نتج عنه كسر في رجلي و لظروفي الصحية نقلت لمدرسة أصغر كانت في الجعرانة مدرسة ثابت بن قيس الابتدائية وكانت عبارة عن مبنى مستأجر شعبي به عدد من الغرف ولم يكن لدي وكيل لصغر المدرسة وقلة عدد الفصول التي كان مجموعها 6 فقط واستمريت فيها لسنتين ومنها احلت للتقاعد لبلوغي السن النظامي .
بمن تأثرت واقتديت :
كما ذكرت سابقاً من وجود الفكرة لدى العائلة بأن أصبح مدرساً عندما توجهنا للمعهد لأصبح مدرساً ولما تعذر ذلك أكملت الدراسة بالرغم من أن والدي لم يكن تعليمه عالياً إلا ما تعلمه في الكتاتيب من القراءة والكتابة .
ولكنه شجعني ودعمني إضافة إلى تضحيته بعد وفاة الوالدة بالوقوف إلى جانبي وجانب إخوتي مع الدعوات الدائمة من الله سبحانه وتعالى بأن يتحقق الحلم وأصبح معلماً .
أبرز المواقف والقصص أثناء عملك :
موقف لأحد الطلاب الذين تم استدعاء والده ثم نقله لمدرسة اخرى كونه امضى سنتين في الصف الثالث ولا يعطى فرصة ثالثة إلا من إدارة التعليم وبعد انتقالي لمدرسة عمر بن الخطاب من تلك المدرسة وإذا بنفس الطالب وولي أمره ومعه خطاب التعليم للفرصة الثالثة ولكن لمعرفتي به طلبت من التعليم توجيهه لمدرسة أخرى وفعلا تم تحويله .. وأسال الله تعالى أن يكون قد وفق في حياته العلمية والعملية .
كما اذكر احد الطلاب عندما كنت مدرسا في الحصة السابعة لا يحضرها أبدا يغادر الفصل أثناء دخولي أو قبل الدخول وكنت أراه ولم يوفق في الاختبار النهائي بالحصول على درجة النجاح وفي الملحق تخرج ب60 من المادة .
وإلتحق بالجامعة وتخرج منها وبينما أنا مدير في إحدى المدارس فإذا به يحمل خطاب توجيهه مدرساً لدي بمتوسطة حراء فلما دخل سلم على راسي ولكنه لم يستمر في المدرسة وفيما بعد علمت أنه أصبح مديراً لإحدى المدارس .
في احدى المدارس كنت أقوم وأركز على جولات في الحصص الأخيرة لما يكثر فيها من خروج الطلاب وكثرة الأصوات ، فوجدت أحد المدرسين يعاقب طالباً بالتعنيف فلم أقبل منه ذلك التصرف ونبهته .
ومن المواقف التي أذكرها في أحد الفصول التي كان يصدر منها أصوات الطلاب ولما فتحت الباب لم أجد المعلم والذي كان يتنفل لصلاة الضحى ، ونبهته للأمانة والمسؤولية فالطلاب في الصف واجب والنوافل سنن مستحبة .
أحد الطلاب الاشقياء الذي يشتكي منه أكثر المعلمين طلب مني وكيل المدرسة الأستاذ محمد حافظ ترشيحه لجائزة الطالب المثالي لاحد الأعوام وتكريمه أمام الجميع .
وكانت جائزة الطالب المثالي لها ضوابط ولجنة وونزولاً عند طلب الوكيل تجاوزنا ذلك وكان له بالغ الأثر في تعديل سلوك الطالب وتفوقه فيذكر بعض المدرسين أنه تغير من اليوم التالي وتخرج في نفس العام ونما إلى علمي مؤخراً أنه أصبح من الدعاة ويعمل في الجمعيات الخيرية .
من الأصدقاء وزملاء العمل الذين يطيب ذكرهم :
حقيقة الأصدقاء والزملاء جميعهم يطب ذكرهم دون استثناء فليعذرني من لم اذكره كون المجال لايتسع لذكر الجميع سواء في إدارة التعليم او المدارس التي عملت بها أو أثناء الدراسة والابتعاث :
عطية محمد اللحياني .
ماجد الحربي .
جميل القرشي .
عايد اللقماني .
خالد فلمبان .
جميل فايز الأحمدي .
عبدالرحمن العقلا.
منصور أبو منصور .
صلاح حمد الخطابي .
محمد علي نقلي ـ رحمة الله عليه .
معوض عوض الرحيلي ـ رحمه الله.
طلاب عالقون في ذاكرتك :
أبناء الهباش ومنهم عادل الهباش الآن يعمل طبيب في أحدى المستشفيات .
الثمرة التي جنيتها :
من خلال التعليم تعلمنا ثقافات مختلفة ولهجات مختلفة أيضا .
الإنتاج والحصاد لما زرعنا ، فعندما اذهب لأغلب الدوائر الحكومية والمستشفيات يستقبلني ابنائي الطلاب ويقدمون لي المساعدة حتى في المطارات وجدنا طلاب لنا .
الاحترام والتقدير فالطالب لا ينسى معلمه .
وقد رأيت مشهداً قبل أيام لهذا الوفاء في المسجد عندما هم أحد المصلين بتقبيل رأس الأخر قائلاً هذا درسني وفي الأثناء كان لي نصيب من ذلك عندما قال لي كنت مديرنا في مدرسة عمر بن الخطاب .
يجد المدرس مكاناً وتقديراً على مستوى الأسرة والأقارب والجيران والحي ويقدم في المناسبات .
دعوة من القلب :
كلمة أوجهها للمجتمع وخاصة أولياء في وقتنا الحاضر بإعطاء المعلم حقه من التقدير فقد كثرت المشاكل ضد المدرسين مع إختلاف الوقت وما نسمع في وسائل التواصل والسوشل ميديا والملهيات بانقاص مكانة المعلم .
أحث الجميع على احترام المدرس وتوقيره لأنه اللبنة الأولى لتخريج الطلاب.
فكل من هو في المجتمع تخرج على يد المدرسين في جميع مراحله الدراسية .
فالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأخر دعوانا الحمدلله رب العالمين .
كلمة أخيرة بهذا الشهر الفضيل :
أشكر جميع الزملاء الذين زاملتهم اثناء التدريس وكذلك الزملاء الذين كانوا حقاً الساعد الأيمن لي في جميع المدارس التي توليت إدارتها فأقول لهم جميعاً شكراً لكم لكل ما قدمتموه من جهد لإثراء العملية التربوية سواءً كانوا مدرسين أو إداريين .. بارك الله فيمن كان منهم على قيد الحياة وأطال في عمره وأحسن عمله ورحم من غادرنا من هذه الدنيا ونور له في قبره وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة .