
الحلقة …(13) … العمل التطوعي في رمضان و انتشار المبادرات الخيرية والتبرعات
يُعدّ شهر رمضان المبارك موسمًا استثنائيًا للخير والعطاء، حيث يتسابق المسلمون فيه إلى تقديم المساعدات والإحسان إلى المحتاجين. ويشهد هذا الشهر ازدهارًا ملحوظًا للمبادرات الخيرية والتطوعية، التي تهدف إلى تخفيف معاناة الفقراء وتعزيز روح التكافل الاجتماعي.
انتشار المبادرات الخيرية في رمضان :
مع حلول رمضان، تنشط الجمعيات الخيرية والمبادرات التطوعية في مختلف الدول، إذ تُنظَّم حملات لتوزيع السلال الغذائية، ووجبات الإفطار والسحور للصائمين، بالإضافة إلى توفير المساعدات المالية والعينية للأسر المحتاجة. وتنتشر أيضًا مبادرات كسوة العيد للأطفال الأيتام والفقراء، والتي تهدف إلى إدخال البهجة على قلوبهم مع اقتراب العيد.
ومن المبادرات المميزة في هذا الشهر، مشاريع إفطار الصائم التي تقام في المساجد، وعلى الطرقات وفي أماكن التجمعات العامة، حيث يتطوع الشباب والكبار على حد سواء لتنظيم موائد الرحمن وتوزيع الوجبات على المارة والمسافرين.
التبرعات في رمضان: زيادة العطاء والبذل :
يُعتبر رمضان شهر الجود والكرم، إذ يحرص الأفراد والمؤسسات على تقديم التبرعات المالية والعينية لمساعدة المحتاجين. وتشمل هذه التبرعات تقديم الأموال للجمعيات الخيرية، ودفع الزكاة والصدقات، والمساهمة في كفالة الأيتام، ودعم المرضى وكبار السن.
كما أصبح للتكنولوجيا دور مهم في تسهيل التبرع، حيث توفر العديد من المنصات الإلكترونية والتطبيقات الذكية وسائل سهلة وآمنة للمساهمة في مختلف المشاريع الخيرية، مما يساهم في تعزيز ثقافة العطاء بشكل أكبر.
دور المتطوعين في إنجاح المبادرات الرمضانية :
يُعدّ العمل التطوعي عنصرًا أساسيًا في إنجاح المبادرات الخيرية خلال رمضان، حيث يشارك آلاف المتطوعين في توزيع الوجبات، وتنظيم حملات التبرع بالدم، وزيارة المرضى وكبار السن، وترتيب الفعاليات الاجتماعية التي تعزز من الترابط بين أفراد المجتمع.
وتحرص المؤسسات والجمعيات الخيرية على استقطاب المتطوعين، حيث توفر لهم فرصًا للمشاركة في أعمال الخير، مما يعزز لديهم قيم الإنسانية والمسؤولية المجتمعية.
وعلى المستوى الشخصي، لا يقتصر العمل التطوعي على شهر رمضان، حيث أمارس هذا النشاط طوال العام من خلال مركز الحي وجمعية النشامى الخيرية لخدمة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى أعمال تطوعية أخرى متنوعة. ومع ذلك، يتضاعف العمل الخيري بشكل كبير خلال هذا الشهر مقارنة ببقية العام، إذ أشارك أحيانًا مع الكشافة في خدمة المعتمرين، وأحيانًا أخرى في تنظيم إفطار الصائم بالتعاون مع المؤسسات التي أعمل معها. كما أحرص على بعض الجوانب الشخصية، مثل الإشراف على مائدة الإفطار العائلية، التي استمرت لأكثر من أربعة عقود.
ختامًا:
رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل هو أيضًا شهر العطاء والتراحم، حيث تتجلى فيه أسمى معاني التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع. وانتشار المبادرات الخيرية والتطوعية يعكس روح التعاون والمحبة بين الناس، ويساهم في تحقيق مبدأ “خير الناس أنفعهم للناس”.