
طورت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال هذا العام منطقة ومحيط مسجد نمرة بمشعر عرفات، عبر تنفيذ مشروع رائد تحت مسمى “تخفيف أثر الإجهاد الحراري بمسجد نمرة”، في خطوة تهدف إلى التخفيف من حدة أشعة الشمس أثناء وقوف الحجيج في يوم عرفة.
وقد شمل المشروع إنشاء عدد من المظلات بتصاميم مبتكرة تتيح مرور الهواء وقطرات المياه من مرشات مائية تعمل بالتكامل مع مراوح مثبتة على أعمدة متحركة، تغطي المساحات المطورة بطريقة مدروسة تساعد بشكل فعّال على تخفيف الإجهاد الحراري على الحجاج.
و أنشئت هذه المظلات والمراوح على مساحة شاسعة تزيد عن 50 ألف متر مربع، مع توزيعها بانسيابية تراعي تدفقات الحشود، وتخترقها ممرات مشاة أرضيتها مصنوعة من المطاط المقاوم للحرارة، ما يضمن راحة الأقدام سواء أثناء السير أو الجلوس.
ولم يتوقف التطوير عند هذا الحد؛ بل أُقيمت كذلك مجموعة من دورات المياه الحديثة ضمن مبانٍ مكونة من طابقين، راعت في تصميمها سهولة الاستخدام لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وزُودت بمغاسل متطورة بحوضين: علوي لغسل الأيدي وسفلي لغسل الأقدام، بما يعزز من جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
ويُعد هذا المشروع، الذي يجري العمل على إتمامه استعدادًا للاستفادة منه خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، شاهدًا حيًا على العناية الفائقة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، لكل ما من شأنه راحة الحجاج وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء من الطمأنينة والخشوع، في تجسيد حي لشرف خدمة الحرمين الشريفين الذي تتشرف المملكة بحمله جيلاً بعد جيل.