
افتتح دولة رئيس وزراء جمهورية كوسوفو السيد ألبين كورتي، اليوم الجمعة الرابع من شهر ذي القعدة 1446هـ، معرض “جسور” في نسخته السادسة، والذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلةً في الأمانة العامة للمؤتمرات والمعارض، وبالتعاون مع الملحقية الدينية بسفارة خادم الحرمين الشريفين في البوسنة والهرسك، وذلك في الساحة الرئيسية اسكندر بيج وسط العاصمة بريشتينا، ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام ويستهدف نصف مليون زائر، تزامناً مع انطلاق التصفيات النهائية للمسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم في دول البلقان في دورتها الثالثة، والتي تُنظم بالتعاون مع المشيخة الإسلامية في جمهورية كوسوفو بمشاركة 22 دولة من دول البلقان .
وشهد حفل الافتتاح الرسمي نائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألبانيا غير المقيم في كوسوفو الأستاذ أحمد بن عطية الحربي، ورئيس المشيخة الاسلامية المفتي العام لجمهورية كوسوفو الشيخ نعيم ترنافا، وسعادة عمدة بريشتينا الدكتور بيرباريم راما، والملحق الديني في سفارة المملكة في البوسنة والهرسك الشيخ عامر بن بنوان العنزي، وعدد من كبار الشخصيات السياسية والدينية والثقافية.
ويهدف معرض “جسور السادس” إلى تعزيز المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وإبراز القيم التي يدعو إليها الدين الإسلامي من اعتدال ورحمة وعدل، كما يتضمن المعرض فعاليات ثقافية ودعوية متعددة، وعرضًا للتراث الإسلامي والتاريخي الغني الذي تتميز به المملكة، في إطار رسالة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، وبناء جسور التواصل بين الشعوب.
وفي افتتاح المعرض ألقى دولة رئيس وزراء جمهورية كوسوفو السيد ألبين كورتي كلمة أشاد من خلالها بالدور التاريخي والإنساني الذي قامت به المملكة العربية السعودية تجاه بلاده، مؤكدًا أن المملكة كانت دائمًا قريبة من شعب كوسوفو، لاسيما في اللحظات الحرجة من تاريخه الحديث، وهو ما يعكس عمق الصداقة والمواقف الصادقة التي تربط البلدين.
وأضاف: “لقد كانت المملكة العربية السعودية قريبة من شعب كوسوفو في لحظات مهمة من تاريخنا الحديث، وإن الدعم الذي قدمته هذه الدولة الصديقة، وخاصة خلال الفترات الصعبة، كان ضروريًا لكوسوفو، وهو دليل على الصداقة القوية والصادقة بيننا نحن ممتنون للغاية وسنظل ممتنين إلى الأبد.
وبين كورتي أن علاقات البلدين اليوم أصبحت علاقات شراكة حقيقية تتعزز باستمرار في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن التعاون بين الشعبين يشمل قطاعات السياحة والتعليم والاقتصاد والثقافة، وأن السنوات الأخيرة شهدت تبادلًا واسعًا بين مواطني البلدين لأغراض متعددة، بما في ذلك السياحة والأعمال والرحلات الدينية.
وأشار إلى أن معرض “جسور” يحمل اسمًا يعكس روح التراث العربي والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، مستشهدًا بقول المؤرخ الفرنسي فرناند بروديل بأن “التراث العربي هو الجسر التاريخي الذي يربط العصور القديمة بالحداثة”، وأضاف أن الجزيرة العربية كانت محور الرسالات السماوية ومكان انطلاق رسالة التوحيد والوحدة، وهي الواحة التي أُرسلت منها دعوة كرامة الإنسان.
ونوّه كورتي بأن هذا الجسر الحضاري يمتد ليربط الثقافات والمجتمعات، ويشكل مركزًا للتأمل والتفاعل، بدءًا من كلام الله إلى مفاهيم العدالة، مؤكدًا أن المملكة تمثل اليوم نموذجًا يعزز السلام والوحدة، وتكرّم الماضي وتمنح الأمل للمستقبل، كما أن إقامة هذا المعرض، الذي يُعد جسرًا حقيقيًا للتواصل الثقافي والتقارب بين الشعبين، ويعزز من فهم المجتمع الكوسوفي للثقافة السعودية.
فيما عبّر نائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألبانيا غير المقيم في كوسوفو الأستاذ أحمد الحربي عن شكره وتقديره لدولة رئيس الوزراء ولسماحة المفتي ولسعادة العمدة على تعاونهم الكبير، مشيداً بما يحظى به المعرض من دعم مباشر من معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.
وأكد الحربي أن معرض “جسور” يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية كوسوفو، ويجسد حرص المملكة على مد جسور التواصل الثقافي والحضاري، مشيراً إلى أن هذا الحدث يأتي في سياق الجهود المستمرة لتعزيز الحوار بين الشعوب، ونشر قيم التفاهم والتسامح والاعتدال.
ومن جهته ، قدم سماحة مفتي جمهورية كوسوفو الشيخ نعيم ترنافا شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد – حفظهما الله – على دعمهم المستمر لكوسوفو، مشيدًا بالدور الكبير لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الذي كان له أثر بارز في إنجاح هذه الفعالية الثقافية.
وأكد سماحة المفتي نعيم ترنافا أن هذا الحدث هو ثمرة التعاون المبارك بين المشيخة الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية في المملكة، ويعكس التزام الطرفين بنشر القيم الإسلامية، وتعزيز التبادل الثقافي، ومد جسور التواصل والمحبة بين الشعوب.
وتسعى وزارة الشؤون الإسلامية من خلال هذه البرامج على مواصلة أداء رسالتها العالمية، وتعريف العالم بالدور الريادي للمملكة في نشر قيم الوسطية والسلام والعناية بالقرآن الكريم وتعليمه، وتعزيز روح التنافس في حفظه وتلاوته بين الأجيال الصاعدة بما يعكس مكانة المملكة كمنارة عالمية لخدمة الإسلام والمسلمين.