
واصل معرض “جسور” في نسخته الخامسة الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فعالياته وسط حضور جماهيري غفير وتفاعل لافت من مختلف فئات المجتمع الإندونيسي، ليؤكد عمق الروابط الروحية والثقافية بين الشعبين السعودي والإندونيسي، في وقت بلغ فيه عدد زوّار المعرض حتى اليوم التاسع قرابة المليون زائر، في مؤشر يعكس المكانة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في قلوب المسلمين حول العالم، لاسيما في إندونيسيا ذات الكثافة السكانية الإسلامية الأكبر عالمياً.
وشهد المعرض الذي يقام بالعاصمة جاكرتا مواقف إنسانية وروحانية مميزة، كان من أبرزها إعلان إحدى الزائرات إسلامها بين أروقة المعرض، وسط مشاعر جياشة سادها التأثر والفرح، وقد لقّن الزائرة الشهادتين الملحق الديني بسفارة المملكة بإندونيسيا الشيخ أحمد الحازمي، بحضور عدد من الزوّار والعاملين في المعرض الذين رددوا كلمات الشكر والثناء لله في لحظة إيمانية خالدة.
وكشفت الزائرة أن قرارها باعتناق الإسلام جاء بعد تأمل طويل استمر سنوات، إذ كانت فكرة الإسلام تراودها مراراً لكنها لم تحسم أمرها إلا بعد زيارتها المتكررة للمعرض في نسخه المختلفة، مؤكدة أن ما وجدته فيه من عرض حضاري وإنساني راقٍ لقيم الإسلام وسماحته ووسطيته كان دافعاً قوياً لحسم قرارها، لا سيما ما لمسته من حسن الاستقبال وضيافة القائمين على المعرض، والمحتوى الهادف الذي يجمع بين الثقافة والدين بروح دعوية معاصرة.
وبدورها، كرّمتها إدارة المعرض بإهداء صورة للحرم النبوي الشريف ومجموعة من نسخ المصحف الشريف بمختلف اللغات، تعبيراً عن فرحتهم واحتفائهم بهذه المناسبة العظيمة.
وعلى الصعيد التعليمي والأكاديمي، واصل المعرض استقباله للوفود الرسمية والعلمية من مختلف مناطق إندونيسيا، حيث زار المعرض اليوم وفداً أكاديمياً من جامعة “بونهالو” الوطنية بمدينة كنداري – كبرى جامعات شرق إندونيسيا – برئاسة البروفيسور محمد أصلن أستاذ العلوم البحرية، الذي عبّر عن شكره وتقديره لجهود المملكة ووزارة الشؤون الإسلامية في تنظيم هذا الحدث الثقافي والدعوي الذي قال إنه “أحدث أثرًا بالغًا في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، وأصبح وجهة تربوية وثقافية وروحية للكثير من الطلاب والباحثين والمفكرين في إندونيسيا”، معبراً عن أمله في استمرار إقامة المعرض بشكل دوري في السنوات المقبلة.
ويُعد معرض “جسور” مبادرة نوعية ضمن برامج وزارة الشؤون الإسلامية الهادفة إلى إبراز القيم الإسلامية وتعزيز الحضور الثقافي والديني للمملكة العربية السعودية في الخارج، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تقديم المملكة كوجهة حضارية وإنسانية تسهم في بناء الجسور مع الشعوب وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض سجل حضوراً فاق التوقعات، وحقق أثراً إيجابياً ملموساً في نفوس الزوار، ونجح في نقل صورة مشرقة عن المملكة العربية السعودية، بثقافتها الغنية، وتاريخها العريق، وحضورها الإسلامي والإنساني المؤثر في العالم الإسلامي بإشراف ودعم مباشر من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.