
الشيخ والإمام عبد الله بن درهم الوادعي هو الجد الأعلى لأسرة آل دوبان، وأحد كبار علماء وادعة همدان، العالِم الرباني، الفقيه، الداعية، والمصلح. وُلد ونشأ في بيئة علمية ودينية، وكان من أسرة علمية ذات جذور عميقة في تاريخ قبائل وادعة وهمدان. نسبه هو العالم والفقيه الرباني الشيخ عبد الله بن درهم بن عوض بن مفرح بن علي بن خادم بن علي بن مطر بن مسعود بن علي بن محمد بن حسين بن صياد بن حيان بن سالم بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن مالك بن همدان بن زيد.
⸻
نشأته وتكوينه العلمي:
نشأ الشيخ عبد الله في بيئة إيمانية، وتوجه في شبابه لطلب العلم في مكة المكرمة. نهل من حلقات الحرم المكي، وتعلم العقيدة والفقه على منهج أهل السنة والجماعة، من العلماء الذين تتلمذوا على تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. فتكوّن علميًا على العقيدة السلفية الخالصة، وعاد إلى قومه وقد أصبح عالمًا راسخًا، وفقيهًا متينًا، وداعية مصلحًا.
⸻
مكانته العلمية والدينية والاجتماعية:
كان الشيخ عبد الله إمام وخطيباً لجامع بلدة الحوزة التراثية بظهران الجنوب، وكان المأذون الشرعي والعالم المعتبر في المنطقة ،أقبل عليه الناس من جميع الأعمار ليتعلموا منه العقيدة، والقرآن، والسنة، وكان مرجعًا دينيًا في المنطقة. لم يتوقف عن نشر العلم الشرعي الصحيح، وألف كتبًا في العقيدة والتوحيد، فغرس في قلوب أهل وادعة همدان قيم التوحيد.
⸻
موقفه البطولي في حفظ العقيدة:
كان له دور عظيم في الحفاظ على عقيدة أهل السنة والجماعة في ظهران الجنوب. فقد كان السد المنيع في مواجهة المذهب الشيعي، وواجهه بالعلم والبصيرة، وأبطل شبهات الانحراف، فكان أحد أعمدة الحفاظ على العقيدة السلفية في المنطقة.
⸻
شجاعته وكرمه:
لم يكن علمه وحده ما يميز الشيخ عبد الله، بل كان معروفًا بشجاعته وكرمه ومروءته. وكان يصلح بين القبائل ويحكم في النزاعات، خاصة كونه من قبيلة آل علي بن محمد وادعة ، القبيلة العريقة التاريخية وهم من سلالة شيوخ وفيهم بيت المشيخه في قبائل وادعة همدان وكانوا قديماً يُعرفون بحماية سوق ظهران الجنوب ، وكان صاحب كلمة نافذة في المجالس، ويُعتبر مرجعًا في مسائل الشرف والعدل.
⸻
مكانة آل دوبان التجارية والاجتماعية:
لم تكن عائلة الشيخ عبد الله بن درهم الوادعي مقتصرة على العلم والدين فحسب، بل كانت أيضًا من بيوت التجارة العريقة في منطقة عسير، وخصوصًا في ظهران الجنوب. فقد كان الشيخ عبد الله في بداياته تاجرًا معروفًا، قبل أن يتفرغ للعلم ويصبح فقيهًا وداعية، جامعًا بين السعي في الرزق والقيام بواجب العلم والدعوة.
وسار أبناؤه من بعده على هذا النهج، ومن أبرزهم الشيخ دوبان بن عبد الله وأبناءه البارين بوالديهم ، الذي كان من كبار تجار منطقة عسير في عصره، وعُرف باسمه في السوق وبين الناس. لم يكن تاجرًا فقط، بل كان صاحب قلب كبير وروح كريمة، يفتح بابه للفقراء والمحتاجين، ويسلّف من لجأ إليه دون تردد، ويصبر على من عجز عن السداد، ويكرم الضيف، ويغيث الملهوف، وكان يُضرب به المثل في النخوة والنجدة والكرم.
وكان بيته مأوى للمساكين، ومنصوًّا للخائف، وبابه لا يُغلق في وجه صاحب حاجة، حتى بات ملجأ لأبناء قبيلته وغيرهم. واستمر هذا النبل في إخوانه وأبنائه وإحفاده من بعده، ممن ورثوا المجد والخلق والكرم، حتى غدت أسرة آل دوبان مضربًا للمثل في الجمع بين التجارة، والقبيلة ،والكرم، والدين، والمروءة.
⸻
أبناؤه وسيرتهم الطيبة:
ترك الشيخ عبد الله أبناءً بررة، ساروا على نهجه في العلم والكرم والشجاعة. من بينهم:
• الشيخ دوبان بن عبد الله: كان ملجأ الفقير والخائف، كريمًا، حكيمًا، ذا سداد رأي.
• الشيخ حسون، الشيخ حامد، الشيخ محمد، الشيخ درهم بن عبد الله: كانوا من خيرة رجال وادعة، عُرفوا بالكرم والشجاعة والحكمة.
⸻
حفيده المستشار الإعلامي محمد حسين آل دوبان الوادعي:
في العصر الحالي، يبرز حفيد الشيخ عبد الله بن درهم الوادعي، الشيخ محمد حسين آل دوبان الوادعي، الذي يعد من الأسماء اللامعة في مجالات عدة. فهو إماما لبيت الله وخطيب ومؤذّن الجامع الكبير، وإعلامي بارع ومستشار إعلامي مرموق، جمع في شخصه بين الإمامة والإعلام، والدعوة والقيادة، فكان امتدادًا حيًّا لنهج جده في نصرة العقيدة والدعوة إلى الله.
أضاف إلى ذلك كونه صحافيًا كبيرًا وكاتبًا صحفيًا له العديد من المقالات في الصحف المحلية والعالمية، كما يُعتبر سفيرًا للجودة وعضوًا في استراتيجية 2030. يعمل أيضًا كمدير إقليمي لصحيفة “شاهد الآن”، وهو عضو في الاتحاد الدولي للإعلاميين العرب. مكرم من ولاة الأمر والقيادة الحكيمة حفظها الله، وله العديد من المشاركات الصحفية في عدة صحف عربية وعالمية.
المستشار الإعلامي محمد حسين آل دوبان الوادعي، يمثل اليوم نموذجًا حقيقيًا للالتزام بالقيم والمبادئ التي أرساها اجداده جعلهم الجنة، ويمثل الشرف القبلي والوطني، حاملًا الأمانة، ومؤديًا للعهد، مجددًا للنهج العلمي والشرعي الذي بدأه جده، وامتدادًا حيًا للعلم، والإصلاح، والخدمة الوطنية.
⸻
{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[آل عمران: 34