
في رثاء وذكر مآثر أم سعد – رحمها الله:
رحلت أم سعد، ولكن طِيبها لم يرحل،
رحلت الجسد، وبقي الأثر، بقيت الدعوات الصادقة والقلوب التي تكنّ لها الحب، والألسنة التي لا تذكرها إلا بخير.
كانت أم سعد مدرسة في الأخلاق، وواحة في الكرم، وملاذًا في الحنان.
مجلسها لا يُغلق، ووجهها لا يعرف العبوس، وقلبها لا يحمل إلا الخير.
الكل يثني عليها، والكل يحبها، لأنها ما عرفت يومًا إلا العطاء، وما عاشت إلا لغيرها.
صبرت على البلاء، واحتسبت المرض عند رب السماء، فطُهّرت روحها، وغُسّلت ذنوبها بصبرٍ جميل لا يعرفه إلا العظماء.
وفي آخر ليلة، وقبل الرحيل، ودّعت أحبابها بقولها:
“حللوني”،
أي قلب هذا؟ وأي أم تملك هذا الوعي والإحساس والرقة؟
كأنها تودّع الدنيا بوداع الواثق بلقاء الله، المطمئن برحمة ربه، المسلّم أمره لمن لا يضيع عنده المعروف.
اللهم اجزِ أم سعد عنّا خير الجزاء،
واجعل ما قدّمته من طيب وكرم في موازين حسناتها،
واجمعها بمن تحب في جنات النعيم، واجعل ذريتها الطيبة امتدادًا لبرها وأثرها، واملأ قلوبهم بالصبر والرضا
وهذا عزاء وكلمات عساها ان تصل لفلذات اكبادها كلها عزاء فى فقد ام الجميع أم سعد اسعدها الله فى هذه الليلة
أحسن الله عزاءكم وعظم الله أجركم وجبر كسركم وربط على قلوبكم ربطًا يليق برحمته الواسعة.
جعلها الله من أهل الفردوس الأعلى:
رسالة صبر لفراق والدتك:
يا من فقدت أعز الناس،
اعلم أن ما عند الله خيرٌ وأبقى، وأن الفقد في الدنيا ما هو إلا وعد بلقاءٍ في دار لا فُراق فيها ولا وجع.
إن رحيل الأم ليس كأي رحيل،
هو اقتلاع لجزءٍ من الروح، وانطفاءٌ لنورٍ سكن القلب منذ الطفولة.
لكن اعلم يقينًا أن الله لا يبتلي عبدًا إلا ليُقربه، ولا يأخذ حبيبًا إلا ليُجزل العطاء في الآخرة.
فلتجعل من دعائك لها جسرًا موصولًا بينك وبين الجنة،
ولتجعل من ذكراها زادًا يدفعك للبذل والعمل،
فربما يكون برّك بها بعد وفاتها أعظم أثرًا من برّك في حياتها.
اللهم اجعل هذه الليلة من أسعد ليالي والدتك
نوّر قبرها، وآنس وحدتها، واغفر زلتها، وارفع درجتها،
وارزقكم الصبر الجميل واليقين الثابت
قال تعالى:
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ، وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”
(سورة البقرة: 155-157)
2. قال تعالى:
“إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”
(سورة الزمر: 10)
3. قال تعالى:
“وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ”
(سورة النحل: 127)
أحاديث عن الصبر:
1. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السخط”
(رواه الترمذي)
2. وقال صلى الله عليه وسلم:
“ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه”
(رواه البخاري ومسلم)
اسال الله ان يربط على قلوبكم بالإيمان
اقدم عزائى لكل اهلها نيابة عن اهل الجشة وان فقدناك جسدا تبقين فى ارواحنا وقلوبنا طيبة الذكر