
المسألة الأولى:-
سبب تفضيل عشر من ذي الحجة على سائر الأيام .
- قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – :
والذي يظهر أن السَّبَبَ في امتيَازِ عَشرِ ذِي الحِجة ؛ لمَكَانِ اجتمَاعِ أمَّهَاتِ العبادة فيه ، وهي : الصلاة والصيام ، والصدقة ، والحج ، ولا يَتَأَتَّى ذلك في غيره! . [ فتح الباري : ( ٢ / ٤٦٠ )
والفضل ليس للحاج فقط بل يشمل الجميع .
قال ابن رجب – رحمه الله – -في لطائف المعارف:
”لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام وجعل الأفئدة تهوي إليه، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض الله سبحانه وتعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر – أي في العشر – على عمل يعمله في بيته فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج”
لطائف المعارف (ص: 283).
المسألة الثانية:-
أيهم أفضل عشر من ذي الحجة أو العشر الاواخر من رمضان
القول الأول:- عشر من ذي الحجة أفضل
لأن فيها يوم عرفة ويوم الحج الأكبر اليوم العاشر من ذى الحجة
القول الثاني :-
ومن العلماء من يقول بأن العشر الآواخر من رمضان أفضل من عشر من ذي الحجة لأن فيها ليلة القدر
والجمع بين القولين ممكن
ذلك أن الأيام التي هي تبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس أفضلها أيام العشر الأولى من ذي الحجة لأن فيها يوم عرفة ويوم النحر ، والليالي التي تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر أفضلها العشر الآواخر من رمضان لأن فيها ليلة القدر
المسألة الثالثة :-
الاجتهاد في العبادة في أيام العشر من ذي الحجة ، من شعار عباد الله الصالحين .
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجرًا، من خير يعمله في عشر الأضحى). رواه الدارمي
وقد كان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً شديداً، حتى ما يكاد يقدر عليه” رواه الدارمي(١٨١٥)، والطحاوي(٢٩٧٠). وكان يقول: “لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر” تعجبه العبادة. ويقول: “أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة” رواه أبو نعيم في الحلية(٢٨١/٤).
ويَشملُ العَملُ الصالحُ الفَرائضَ والواجِباتِ والسنن وكلَّ أعْمالِ البِرِّ والمَعروفِ وأعمالَ التَّطوُّعِ مِن العِباداتِ القلبية، الجسدية ، المالية،