
الحمد لله اقبلت اعظم أيام السنة عشر من ذي الحجة فيها افضل أيام العمر يوم عرفة و يوم النحر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ” مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ .
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ” رواه البخاري ( 969 ) والترمذي ( 757 ) واللفظ له
ثبتَ في مُسنّدِ الامام أحمدَ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه, أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ( إن اللهَ عز وجل يُباهِي ملائكتَه عَشِيَّةَ عرفةَ بأهلِ عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شُعْثاً غُبْراً ).رواه الامام أحمد.
والناس في استقبالها مراتب :-
(مفرط ، ومحسن ، و سابق ، و محروم)
الأول :-
من فرط في أيام العام فأسرف وقصر في أداء الفرائض و الواجبات و تساهل في ارتكاب المحرمات، وخلط عمل صالحاً و أخر سيئاً ، فهذه الأيام الفاضلة فرصة للتعويض و استدرك ما فاتك في مواسم الخير فإنها لا تعود.
الثانى :-
محسن قد أحسن في أيام مضت ، بأداء الفرائض والواجبات لكنه زاهد في السنن والمستحبات ، فاغتنم هذه الأيام العظيمة بالتزود منها من الخير فإن خير الزاد التقوى .
الثالث :-
السابقون المسارعون للخيرات بفعل الواجبات وأداء الفرائض وترك المحرمات و المكروهات، مع اقبال على السنن والمستحبات فشمروا وأكثروا من الطاعات ، وعلموا أن الوقت قصير والعمر لا يدوم.
فاجعلوا كل اوقاتكم معمورة بطاعة الرحمن، والحذر من سبيل الشيطان وحزبه.
أجتهدوا في الاعمال بان تكون خالصة لوجه جل وعلا ، متابعين للنبي صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ، فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ،) سورة الواقعة آية١٠
الرابع:-
محروم لا يعمل للأخرة و غرته الأيام و الليالي وانشغل بنفسه عن آخرته فضاعت عليه مواسم الخيرات.
نقول له كما قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر:53]. فسارع بالعودة إلى ربك و اغتنم أيام عمرك فإنك لا تدري متى ينزل بك اجلك.
نسأل الله أن يجعلنا من المسارعين في الخيرات.