
من العبادات التي شرعها الله في عشر من ذي الحجة الإكثار من ذكر الله وخاصة التكبير
قال تعالى {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} أي: عظمه عظمة تامة.
ويقال: أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال (الله أكبر) أي: صِفْهُ بأنه أكبر من كل شيء ” (القرطبي)
✿ قال تعالى : { لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }
قال شعبة [ وهشيم ] عن [ أبي بشر عن سعيد ] عن ابن عباس : الأيام المعلومات : أيام العشر ، وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به . ويروى مثله عن أبي موسى الأشعري ، ومجاهد ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني ، وإبراهيم النخعي . وهو مذهب الشافعي ، والمشهور عن أحمد بن حنبل .
انظر تفسير ابن كثير .
✿ وقوله تعالى: ((لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)) [الحج: ٣٧]
لتكبروا الله على ماهداكم لكل خير في الحج وفي عيد الأضحى ما بعده.
✿قال تعالى ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ))[البقرة ٢ | الآية: ١٩٨]
وفي مُسنَدِ أحمدَ وغيرِه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: «ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَملِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ؛ فأَكْثِروا فيهِنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحْمِيد» ومن الذكر الذي يستحب الإكثار منه في هذه العشر التكبير الذي هو شعارها .
✿ روى البخاري رحمه الله: ” كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ رضي الله عنهم يخرجان إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكَبِّرانِ ويُكَبِّرُ الناسُ بِتَكبيرِهِما “
✿ وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا.
✿ وكان ابن عمر يكبر بمنى خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا. أخرجه البخاري.
✿ قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود –رحمه الله-:«لو أن رجلا جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانير، لا يمر إنسان إلا أعطاه دينارا، وآخر إلى جانبه يكبر الله تعالى، لكان صاحب التكبير أعظم أجرا»
حلية الأولياء (٤/٢٠٤)
- قال ميمون بن مهران: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير. (ابن رجب فتح الباري)
✿ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال : ” ما أهلَّ مُهِلٌّ قط إلا بُشِّرَ، و لا كَبَّر مُكَبِّرٌ قط إلا بُشِّرَ . “قيل: يا رسول الله! بالجنة؟ قال: “نعم” رواه الطبراني في “الأوسط” بإسنادين، رجال أحدهما رجال “الصحيح”. (أهَلَّ) الملبي: إذا رفع صوته بالتلبية.
- صفة التكبير و التهليل الواردة في العشر من ذي الحجة عن السلف هي :-
❸ الأول :-
عن سلمان الفارسي:الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً.
رواها البيهقي وصحح أسنادها ابن حجر في الفتح
❸ الثاني :-عن ابن مسعود رضي الله عنه
الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
رواها ابن أبي شيبة وصحح أسنادها الهيثمي في مجمع الزوائد وابن حجر في الدراية
❸ الثالث عن ابن مسعود رضي الله عنه :-
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
رواها ابن أبي شيبة قال الزيلعي في نصب الراية بسند جيد
وصحح أسنادها الألباني رحمه الله
❸ الرابع عن ابن عباس رضى الله عنهما :-
الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً
الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد.
رواها ابن أبي شيبة وابن المنذر وصحح أسنادها الألباني في إرواء الغليل
❸ الخامس عن ابن عباس رضى الله عنهما :-
الله أكبر الله أكبر الله أكبر والله الحمد
الله أكبر وأجل
الله أكبر على ما هدانا.
رواها البيهقي في الكبرى وقال الألباني في الإرواء سنده صحيح
- والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة.
- فيمكنك أيها المسلم أن تختار أي صفة من هذه الصفات وتكبر بها أو بغيرها من الصيغ. قال النووي :
“إن قال ما أعتاده الناس فهو حسن وكل هذا على التوسعة ولا حجر في شيءٍ منها”[الأذكار (202) طبعة دار التقوى] .
وقال الصنعاني :“وفي الشرح صفات كثيرة، عند عدة من الأئمة، وهو يدل على التوسعة في الأمر ، والإطلاق في الآية يقتضي ذلك”[سبل السلام (2/101) طبعة دار الحديث] .
انظر الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين ج٥ ص٢٢٠/ ٢٢٤
- وقت التكبير في العشر من ذى الحجة:
يبدأ التكبير المطلق وهو الذي لا يتقيد بوقت معين من غروب آخر أيام ذي القعدة ودخول أول أيام العشر من ذي الحجة الى نهاية أيام التشريق ، في كل وقت في الليل أو النهار في الصباح و المساء و اكدها بعد ادبار الصلوات الخمس . أو قبلها..
وتكبير مقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق – بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ” بدأ بالتكبير ، وهذا يشمل الرجال والنساء لغير الحاج ، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر .
- ويسن التكبير مع رفع الصوت للرجال ، والتكرار وهى من السنن التي غفل عنها الناس في هذه العشر .