
استقبل مركز حي الزاهر بمكة المكرمة وفدًا من ضيوف الرحمن القادمين من جمهورية إندونيسيا، وذلك ضمن المبادرات المجتمعية التي يطلقها المركز بهدف تقديم أرقى صور الضيافة والخدمات الإنسانية للحجاج.
وكانت صحيفة “شاهد الآن” حاضرة في موقع الحدث، حيث التقت بالأستاذة عفاف الحربي، مديرة مراكز الأحياء بمكة المكرمة، التي تحدثت عن دورها قائلة:
” . نعمل على بناء جسور فاعلة بين المجتمع والجهات الحكومية والقطاع الخاص، من خلال آليات تشاركية تُفعّل الدور المجتمعي وتُسهم في معالجة التحديات التنموية على مستوى الحي.”
وأشارت إلى أن السياسات المتبعة في مراكز الأحياء ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية:
- التمكين المجتمعي: من خلال دعم المبادرات الأهلية وتأسيس مراكز أحياء متخصصة داخل الأحياء تُعنى بالشباب، وكبار السن، والمرأة، مما يعزز روح الانتماء والمبادرة.
- الحوكمة المحلية للأحياء: حيث طوّرت مراكز الأحياء آليات لتصنيف وتقييم ومتابعة أداء المراكز وفق مؤشرات نوعية، بما يعزز الكفاءة ويسهم في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة واحتياجات واقعية.
- الشراكة المؤسسية: عبر تفعيل التعاون مع الجهات البلدية، والأمنية، والصحية، والتعليمية، بما يضمن تكامل الجهود وتحقيق تأثير مضاعف.
وأوضحت أن هذه السياسات انعكست بشكل ملموس على المجتمع المكي، حيث أسهمت في تحسين مستوى الخدمات في أكثر من 20 مركزًا منتشرة على مستوى أحياء مكة، ورفعت من مستوى التكامل التنموي، كما زادت نسبة المشاركة المجتمعية لتتجاوز 60% خلال العامين الأخيرين.
وأضافت أن برامج مثل “ديوانية الحي”، و”حي أجمل”، و”صوت الحي”، وغيرها من المبادرات، أسهمت في بناء علاقة تفاعلية فعالة بين السكان والمراكز.
وأكدت أن مراكز الأحياء تُعد من أبرز الأدوات المجتمعية في تعزيز جودة الحياة بالعاصمة المقدسة، حيث تعمل كمحور تنسيقي واجتماعي يجمع بين احتياجات السكان، والخطط التنموية، وفرص العمل التطوعي، من خلال 20 مركزًا نشطًا في مكة المكرمة.
وأشارت إلى أن التركيز في الفترة الأخيرة كان على تنفيذ مبادرات نوعية ذات أثر مباشر على جودة الحياة، من أبرزها:
- مبادرة “حي أجمل“: لتحسين المشهد الحضري والبيئي داخل الأحياء.
- مشروع “مكة كلها حرم“: بالشراكة مع مشروع “تعظيم البلد الحرام”، ويتضمن برامج توعوية حول أهمية وقدسية مكة، بهدف التخفيف من الزحام داخل المسجد الحرام، والتعريف بفضل حدود الحرم.
- مبادرة “الاحتفاء بضيوف الرحمن“: وتهدف إلى تقديم الضيافة والخدمات لضيوف الرحمن، من أبرزها “المركاز” الذي يجسد كرم الضيافة المكية.
وختمت الأستاذة عفاف الحربي حديثها بالتأكيد على أن هذه المبادرات تسعى لتحقيق أثر متكامل يشمل: بيئة صحية فاعلة، مجتمع متماسك، وخدمات أقرب للمواطن والمقيم، بما يتماشى مع مستهدفات جودة الحياة ضمن رؤية المملكة 2030.