
لم يكن يتخيل “غازي المحمد”، التاجر القادم من بلاد الشام، أن رحلته في الحياة ستأخذه من زنزانة الإعدام إلى ساحة الطواف حول الكعبة المشرفة، بين دموع الفرج وهمسات الدعاء.
في أحد السجون السورية، وتحديدًا في ظل الحكم السابق، كان غازي يواجه حكمًا بالإعدام. لم يعرف يومًا إن كان سيغادر زنزانته حيًا. كانت لحظاته تمضي ببطء، محاطة بالخوف من مصير محتوم لا مفر منه.
لكن الأقدار العجيبة لا تعرف المستحيل. ومع تغيّر الأوضاع السياسية في سوريا ووصول حكومة جديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، صدر قرار بالعفو عن عدد من السجناء، وكان غازي من بينهم. لم يصدق أنه نجا من حبل المشنقة، وأن باب الحياة يُفتح له من جديد.
بعد الإفراج عنه، بدأ غازي رحلة جديدة، حمل فيها ذكريات الألم، لكنه لم يسمح لها أن تطفئ نور الأمل في داخله. وبينما كان يتنقل بين البلدان، قرر أن يُكمل رحلته نحو الصفاء الروحي، فحزم حقائبه متجهًا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.
وفي مقطع مؤثر يروي غازي قصته بصوت يختلط فيه التأثر بالامتنان، قائلاً: “كنت في انتظار الموت، واليوم أنا هنا بين ضيوف الرحمن.. سبحان من يغيّر الأقدار.”
قصة غازي المحمد ليست مجرد حكاية نجاة من سجن، بل شهادة حية على أن الأمل لا يموت، وأن رحمة الله قد تأتي من حيث لا نحتسب.