
أيام التشريق هى أيام يغفل فيها الناس فكان للعبادة مزيد فضل ،وهي أيام معظمة ، وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها : { واذكروا الله في أيام معدودات }
✿ وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه باب فضل العمل في أيام التشريق :
قال ابن أبي جمرة- أحد شراح البخاري-: الحديث دال على أن العمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره.
عن ابى هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَ عبدَ اللَّهِ بنَ حذافةَ يطوفُ في منًى : لا تصوموا هذِهِ الأيَّامَ ، فإنَّها أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ ، وذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ.
✿ وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر تسمى بأيَّامِ التَّشريقِ هي: الحادِيَ عَشَرَ، والثَّانيَ عَشَرَ، والثَّالِثَ عَشَرَ، مِن شَهرِ ذي الحِجَّةِ ورد في فضلها عن نبيشة الهذلي رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( *أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله* ) أخرجه مسلم وفي رواية للإمام أحمد( من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب ) صحيح مسلم.
سبب التسمية :
ذكر أقوال في ذلك :-
أحدهما: أنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزنونها للشمس، فسموها أيام التشريق لذلك.
والقول الثاني: أنها سميت بذلك لأن صلاة العيد إنما تصلى بعد أن تشرق الشمس، فسميت الأيام كلها بأيام التشريق تبعاً لليوم الأول: يوم العيد، وهذا من باب تسمية الشيء باسم بعضه، وهو مشهور .
والثالث؛ وبعضهم يقول: سميت أيام التشريق؛ لأنهم كانوا ينتظرون بالذبح حتى تشرق الشمس، أي: لا يذبحون في الليل وإنما بعدما تطلع الشمس ويطلع النهار.
✿ ما جاء في يوم النحر وايام التشريق من فضل :
عن عبد الله بن قُرْطٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر) وجاء بلفظ: (أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ..)
✿ ويحرم صيام أيام التشريق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الفطر والنحر”.
قال النووي انعقد الإجماع على تحريم صيام يومي العيد .
✿ ثانيًا :-التكبير .
-
في هذه الأيام يشرع التكبير المقيد دبر الصلوات قال ابن رجب* : “اتفق العلماء على أنه يشرع التكبير عقيب الصلوات في هذه الأيام، وليس في ذلك حديث مرفوع، بل إنما فيه آثار عن الصحابة ومن بعدهم، وعمل المسلمين عليه.وهذا مما يدل على أن بعض ما أجمعت عليه الأمة لم ينقل إلينا فيه نص صريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يكتفى بالعمل به. واختلفوا في أول وقته وآخره، فقالت طائفة: يكبر من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وقد حكى الإمام أحمد هذا القول إجماعاً من الصحابة، وهذا لغير الحجاج.”فتح الباري [٩٧/٦].
-
ومن أفضل ماينشغل به الإنسان في هذه الايام المباركة التكبير المقيد أدبار الصلوات والتحميد والتهليل فهو من الذكر الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم
✿ وللتكبير صيغ كثيرة وبعض ما ورد عن الصحابة :-
🌿الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً. رواها البيهقي وصحح أسنادها ابن حجر في الفتح.. عن سلمان الفارسي.
🌿الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. رواها ابن أبي شيبة وصحح أسنادها الهيثمي في مجمع الزوائد وابن حجر في الدراية.
🌿الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. رواها ابن أبي شيبة قال الزيلعي في نصب الراية بسند جيد وصحح أسنادها الألباني رحمه الله..
كلاهما عن *◄ابن مسعود*.
🌿الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد. رواها ابن أبي شيبة وابن المنذر وصحح أسنادها الألباني في إرواء الغليل.
🌿الله أكبر الله أكبر الله أكبر والله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا. رواها البيهقي في الكبرى وقال الألباني في الإرواء سنده صحيح .
وكلاهما عن ابن عباس.
ويستأنس لهذه الصيغة بقوله تعالى:(( *لتكبروا الله على ما هداكم* ))[البقرة 185]
ويرفع المصلى بها صوته قليلاً ولا يلحن التكبير و لا يكبر تكبيراً جماعياً
والتكبير في يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة يجتمع فيها التكبير المطلق والمقيد،
ثالثًا :-
✿ الدعاء في أيام التشريق
كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يقول في خطبته يوم النحر : بعد يوم النحر ثلاثة أيام ، التي ذكر الله الأيام المعدودات لا يرد فيهن الدعاء ، فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل . لطائف المعارف ابن رجب ٥٠٣
-
قال عكرمة رحمه الله :كان يستحب أن يقال في أيام التشريق : ( *ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار* ) وهذا الدعاء من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والاخرة ، لذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر منه ، وكان إذا دعا بدعاء جعله معه،
✿ من الأعمال الصالحة
شكر الله على أن بلغه نعمة أداء الطاعة في عشر من ذى الحجة.
وقد ذكر الحافظ ابن رجب معنى لطيفا حيث قال: ( وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( *إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل* ) إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفراً وهو جدير أن يسلبها منه”.
فكلوا وأشربوا واستعينوا بهما على طاعة الله سبحانه وتعالى . .اللهم وفقنا لطاعتك .