
تعيش الجزائر قبل حلول عيد الأضحى المبارك المعروف بالعيد الكبير لدى الجزائريين أجواء مميزة يغمرها الفرح، فتختلط أصوات الكباش بضحكات الأطفال الذين يلتفون حولها،وتحرص الأسر الجزائرية على صيام يوم عرفة لنيل الأجر والثواب وفي المقابل تشتري الأسر كل المستلزمات الخاصة بإحياء العادات المتوارثة المرتبطة بهذه الشعيرة الدينية، ويتميّز عيد الأضحى بعادات تجمع بين الفرح والتضامن فهو فرصة لترتيب العلاقات والروابط الاجتماعية إذ يمنح العائلات والأسر فرص التواصل وتعزيز صلة الرحم. وتنطلق تحضيرات استقبال عيد الأضحى قبيل أيام من حلوله إذ تعرض الأغنام في الأسواق الأسبوعية وتشتري الأسر مستلزمات الأضحية،وما يميًز الأسر الجزائرية أنها لازالت تتشبّث بمجموعة من العادات الأصيلة التي توارثتها أبا عن جد في هذه المناسبة، فتتجه النساء إلى تنظيف المنازل وتزيينها استعداداً لاستقبال الضيوف،بالإضافة إلى إعداد بعض الحلويات التقليدية و شراء التوابل والمواد الخاصة بطهي أطباق العيد، وتحضير مختلف الأكلات التي تعتمد على لحم الأضحية وللإشارة فإن الأطباق تختلف من جهة إلى جهة لكنها تلتقي كلها في الأصالة.
كما تتحوّل الأسواق والشوارع إلى فضاءات تعجّ بالحركة، حيث تشهد نشاطاً ملحوظاً وذلك بتوافد الباعة الذين يعرضون أدوات الذبح والسلخ، وكل ما يتعلق بالأضحية من سكاكين وحبال وأكياس بلاستيكية مخصصة لتعليب اللحم.
ويُعد الفحم من المستلزمات الضرورية لتحضير الشواء، إذ يشهد سوقه رواجاً كبيراً خلال أيام العيد، نظراً إلى ارتباطه الوثيق بأحد أبرز طقوس عيد الأضحى في معظم البيوت.
وتُجهَّز المساجد في مختلف أرجاء الوطن استعداداً لأداء صلاة العيد، وهي شعيرة يحرص الجزائريون على إقامتها حيث تبدأ في ساعة مبكرة من صبيحة العيد فتتعالى أصوات التهليل والتكبير، ثم تؤدى صلاة العيد تليها الخطبتان لتعمّ المصلين أجواء من البهجة والروحانية بالتغافر ومع انتهاء الصلاة، يتوجّه الناس إلى نحر الأضاحي وسط أجواء عائلية يسودها الفرح والسرور والتعاون،فمنهم من يذبخ ومنهم من يسلخ وحتى النساء لهن دورهن في غسل الأحشاء(الدوارة).
كما تتوجه العائلات أيضا إلى المقابر لزيارة أهلهم وذويهم ليستحضروا وجوه من كانوا جزءا من هذه المناسبة وغابوا وذلك ترحما على أرواحهم.
ومن بين عادات الجزائريين المميزة في عيد الأضحى التصدق بجزء من الأضحية،علما أنه في اليوم الأول تؤكل الأعضاء الداخلية للأضحية من كبد وطحال وأمعاء بقليها أو استعمالها في أطباق تقليدية لها رائحة ونكهة خاصة مرتبطة بالعيد الكبير.
وتجهز العائلات الملفوف، البوزلوف وهو رأس الخروف والبكبوكة والعصبانة و تجفف بعض العائلات جزءا من اللحم باستعمال الملح ويسمى بـ(الخليع).