
الاستغفار من أعظم الاعمال و الطاعات و اكثرها اجراً ، فهو مشروع في كل وقت روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ))
ولكن هناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل ومن هذه الأوقات :
١- بعد الفراغ من أداء العبادات كالصلاة ، الحج ، الصيام فقد ثبت في صحيح مسلم: عن ثوبان رضي الله عنه (( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ))
وفي الحجِّ: ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
٢-في الأسحار وهو أفضل الأوقات وهو اخر الليل قبل الفجر يقول عز وجل: ” الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار ” سورة آل عمران، الآية: 17
٣-في ختام الأعمال الصّالحة؛ لأنّها تجبر النّقص قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله (وهكذا ينبغي للعبد كلَّما فرغ من عبادة أن يستغفرَ الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمَن يرى أنَّه قد أكملَ العبادةَ ومنَّ بها على ربِّه، وجعلت له محلاًّ ومنزلةً رفيعة، فهذا حقيق بالمقت ورد العمل كما أنَّ الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخر )). اهـ.
قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10].
٤- الاستغفار في كل وقت تأسٍ بسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان -عليه الصلاة والسلام- يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة، فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.
فألزم الاستغفار المقرون بالتّوبة والإخلاص ليصل العبد إلى تكفير الذنوب ..
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ ومن اتصف بهذه الصفة – أي : صفة الإستغفار..يسر الله عليه رزقه ، وسهَّل عليه أمرَه ، وحفظ عليه شأنه وقوته….
قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الا الله
شكى رجل الى مجاهد ـ رحمه الله ـ كثرة الذنوب فقال له مجاهد واين أنت من الممحاه يعني الإستغفار الزهد للأمام احمد455
يقول الشيخ محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
الاستغفار سبب لفتح الله تعالى على العبد ولهذا إذا استعجمت عليك آية من كتاب الله تعالى أو نص من أحاديث رسول الله ﷺ أو حكم من الأحكام فعليك بالاستغفار لأن الاستغفار يمحو الذنوب والذنوب هي التي تحول بين المرء وتوفيقه وهدايته. (التعليق على المنتقى ج4 ص53)
كما ينبغي أن نحرص حرصاً شديداً على عمارة اوقاتنا بطاعة الله والاستغفار.