
تزين العائلات الجزائرية جبين الأضحية ليلة العيد بالحناء، حيث تضع الأمهات أو الجدات الحناء للأطفال وللكبش، وهي عادة متوارثة عن الجدّات، حيث يرافق أطفال العائلة الأم أو الجدة التي ستقوم بوضع الحناء للأضحية، كما يتم التقاط الصور لترسيخ هذه الأجواء البهيجة.
ورغم اختلاف العادات والتقاليد عبر ربوع الوطن، إلا أن المتفق عليه غالبا هو الإفطار بطبق الكبدة يوم العيد، تُضاف إليها أنواع من السلطة الخضراء والفلفل المشوي وكذلك البطاطا المقلية والعصائر.
ومن العادات التي يحرص عليها الجزائريون في العيد الكبير التصدّق بجزء من الأضحية بعد تقطيعها، كما تبدأ العائلات منذ اليوم الثاني من العيد في استهلاكها، فتشوي اللحم و تحضّر طبق المحمر، الكسكسي باللحم أو طبق الشخشوخة باللحم وغيرهما من الأكلات التقليدية التي تُستهلك فيها لحوم الأضحية.
في حين تنظف النساء البوزلوف وهو ( رأس الأضحية)، حيث يتم تنظيف الرأس والأرجل على النار لأنها تساعد كثيرا على إزالة الصوف، فيغسل ثم يقطع إلى أطراف مختلفة وبعدها يغلى في الماء مع الملح والثوم والتوابل حتى ينضج، وهناك من يعيد إدخاله للفرن بعد تتبيله بتوابل خاصة به، بينما يفضله البعض بالمرق أما الطبق الآخر الخاص بهذا اليوم والذي تتنافس السيدات في تحضيره فهو “العصبان”، وهو عبارة عن مزيج من أحشاء الأضحية يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة وتضاف إليها التوابل والبقدونس وكمية من الحمص، ثم تمزج وتملأ بها أكياس صغيرة يتم تحضيرها من “الكرشة” بإخاطتها إلى أكياس صغيرة، وبعدها يعاد غلقها بإحكام ثم تطهى في المرق، في حين تفضل بعض العائلات تحضير طبق “البكبوكة”
هذا وتتمسّك العائلات بعادة تقديم فخذ الأضحية هديّةً للشابة المخطوبة وتسمى هذه العادة ب “المْهيبة”، حيث تزور والدة العريس عائلة العروس وتقدّم تلك الهدية الخاصة بالعيد الكبير كعربون محبّة للشابة التي صارت فرداً من أفراد عائلة العريس.
وتلعب هذه العادة دورًا هامًا في تعزيز العلاقات بين العروسين وعائلاتهم و قد تتضمن الهدية جزءًا من لحم الأضحية إلى جانب الفاكهة والمكسرات وأدوات الزينة والعطور وهي من
أشهر العادات المنتشرة في أوساط العائلات إذ باتت تقليدا يؤديه الرجل اتجاه خطيبته تعبيراً منه عن تقديره، في شكل هدية توثق رباطهما المقدس ، و كلمة المهيبة مشتقة من كلمة “هبة” و تعني في القاموس العربي “العطية و الهدية” .
كما أنها تعرف بأسماء مختلفة حسب جهات الوطن، ففي الجزائر العاصمة تعرف بالمهيبة ، أما في المناطق الشرقية تسمى “العطية” أو “عيد العروس”، بينما في الغرب الجزائري تسمى ” التفقيدة” أو “الفقدة” و تعني زيارة تفقدية من العريس لخطيبته لتفقد أحوالها و تقديم هدية لها .