
يتوجه الآلاف من ضيوف الرحمن إلى مدينة الطائف الساحرة، المعروفة بمناخها المعتدل وطبيعتها الخضراء، لقضاء أيام من الراحة والاستجمام بعد أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، قبل العودة إلى أوطانهم. وتُعد هذه الزيارة محطة مهمة في ختام رحلتهم الروحانية، لما تتيحه من فرصة للتأمل والاسترخاء بعد أيام من الجهد والعبادة.
الطائف وجهة الحجاج المفضلة بعد الحج
تُعرف الطائف بكونها ملاذًا مميزًا للحجاج، خاصة في هذا الوقت من العام، بفضل أجوائها اللطيفة ونسيمها العليل الذي يخفف عنهم وطأة حرارة المشاعر المقدسة. ويجد الزوار في المدينة متنفسًا هادئًا وأجواءً منعشة تعينهم على استعادة النشاط الجسدي والصفاء الذهني.
أنشطة وتجارب سياحية متنوعة
تزخر الطائف بالعديد من المعالم السياحية والثقافية التي تجذب الحجاج. من أبرزها مزارع الورد الشهيرة، حيث يستنشق الزوار عبير الزهور الفواح، إلى جانب زيارة المصانع التقليدية لتقطير ماء الورد وإنتاج العطور المحلية. كما تحظى جبال السروات باهتمام خاص، حيث توفر مناظر طبيعية خلابة وتجربة فريدة عبر ركوب التلفريك الذي يمنح الزوار إطلالات بانورامية على المدينة.
تجربة ثقافية فريدة
لا تكتمل زيارة الطائف دون المرور بأسواقها الشعبية النابضة بالحياة، مثل سوق البرج وسوق البلد، التي تُعد مقصداً لاقتناء الهدايا التذكارية والمنتجات المحلية من فواكه وخضروات طازجة، إضافة إلى الحرف اليدوية التي تعكس التراث العريق للمنطقة.
انطباعات إيجابية واستعدادات ميدانية
أجمع عدد من الحجاج على أن زيارتهم للطائف كانت بمثابة محطة استجمام متكاملة. وقال الأستاذ قاسم علوي، مشرف حملة تنزانيا: “بعد أيام مليئة بالعبادة والجهد، كانت الطائف واحة للراحة. المناخ جميل، والطبيعة خلابة، وقد استمتعنا كثيراً بزيارة المعالم والأسواق”.
من جهتها، كثّفت الجهات المعنية في الطائف استعداداتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار، عبر توفير جميع الخدمات من إقامة ومواصلات وإرشاد سياحي، بما يضمن راحة الضيوف ورضاهم.
روحانية متواصلة وتجربة متكاملة
تعكس هذه الزيارات المتزايدة للطائف حرص الحجاج على استثمار وجودهم في المملكة لاكتشاف معالمها الطبيعية والتاريخية، وتعميق تجربتهم الروحية والثقافية قبل العودة إلى ديارهم، حاملين معهم ذكريات لا تُنسى.