
ارتبط الاحتفال باليوم الوطني للفنان في الجزائر ، بالبطل الشهيد الرمز “علي معاشي” الذي استشهد يوم 8 يونيو 1958 ولأنه يشكل رمزا للفنان، جعلت الجزائر منه يوما وطنيا تكريما للفنان نظير ما قدم خدمة للوطن.
ويعدّ هذا التكريم تقليدا دأبت عليه الجزائر منذ سنة 1997 احتفاء بثقافتها وفنانيها ومبدعيها.
وقد كان “علي معاشي” شاعرا ومغنيا عرف بأغانيه الوطنية التي مثّلت طابعا فنيا للثورة الجزائرية وهو صـوت غنـّى للوطن واستشـهد لأجله وخلــّد اسـمه في سـجّل العظمــاء، ولد في 12 أغسطس 1927 بمدينـة تيــارت، زاول دراســته الابتدائيـة بمدرســة عــين الكرمــة بتيارت ثم تركهــا ليلتحق بوالــده ليســاعده في الفلاحــة وعمــره لا يتجــاوز العشــرين، وكان لتأديتــه الخدمــة العســكرية كمــلاح ببنزرت التونســية، وزياراتــه لعــدة عواصم عربيــة الأثر الإيجابي في مســيرته الفنيـة، حيـث احتك بمجموعـة مــن الوجـوه الفنيـة التـي عزّز مــن خلالهــا معارفــه الموســيقية التي اسـتثمرها عند عودته إلى تيارت بتأسيس الفرقة الموسـيقية ” سـفير الطرب” عام 1953
و خلال مسيرته الفنية أنجز سجلا تضمــن العديد مــن الأغاني : “زيارة ســيدي خالد”، “يــا شــباب الهــلال”، “الولف صعيب”، “يــا بابور”، “طريــق وهــران”، “تحت ســماء الجزائر”، “مازال عليــك نخمــم”، “هذا اليوم في العشــية” وغيرها والتي انطوت على قيم التضحية والحرية و حب الوطن، وقد تفطّن المستعمر الفرنسي لمدى تأثير أغاني علي معاشي ووقعها في النفوس فهمّ باختطافه في 8 يونيو 1958 و اغتاله في ذات اليوم شـنقا بمعية “محمد جهــان” و”جيلالي بــن ســترة” وسـط مدينة تيـارت بسـاحة “كارنو” حيــث نكّلوا بجثتـه ليبقـى إلى الأبد شـهيد الفن والوطن.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد أنشأت سنة 2006 جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب “تحمل اسم الشهيد “علي معاشي” وتحرص على تكريم المتوّجين بهذه الجائزة كل سنة منذ تأسيسها، و تُعدّ هذه التظاهرة محطة سنوية بارزة في المشهد الثقافي الوطني، تنظمها وزارة الثقافة والفنون برعاية كريمة من رئيس الجمهورية دلالة على الاهتمام الدائم بترقية الثقافة وتعزيزا لمكانة الفنان في المجتمع،
وتهدف الجائزة إلى دعم الإبداع الفني والأدبي لدى الشباب الجزائري، وتشجيع المواهب على مواصلة البحث والإنتاج في مختلف المجالات الفنية ومرافقتها وكذا ترقية مكان الفنان الجزائري وتعزيز دور الثقافة كدرع حصين للهوية و الوحدة وكرافد من روافد التنمية.