
دعا الأستاذ الدكتور مصطفى حسين كامل، وزير البيئة المصري الأسبق ومدير المركز الإقليمي للتدريب ونقل التكنولوجيا للدول العربية التابع لاتفاقية بازل، إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة آفة التلوث البلاستيكي المتفاقمة، وذلك خلال كلمته في الملتقى الدولي لمكافحة التلوث البلاستيكي، الذي نظمه الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب عن بعد.
شدد الدكتور كامل في كلمته على أن النفايات البلاستيكية، خاصة أحادية الاستخدام، أصبحت تحديًا بيئيًا عالميًا متعدد الأبعاد، يهدد التنوع البيولوجي، وصحة الإنسان، ويهدر مليارات الدولارات سنويًا. وأشار إلى أن أقل من 10% من النفايات البلاستيكية يُعاد تدويرها فعليًا، مما يؤدي إلى تسرب كميات هائلة منها إلى البحار والمحيطات، مهددة الكائنات البحرية ومقدرة الدراسات أن أكثر من ألف كائن بحري يموت سنويًا بسبب البلاستيك. وحذر من أن المحيطات قد تحتوي على بلاستيك يتجاوز وزنه وزن الأسماك بحلول عام 2050 إذا استمر الوضع الراهن.
ولم تقتصر تحذيرات الدكتور كامل على الحياة البحرية، بل امتدت لتشمل الميكروبلاستيك الموجود في الهواء والماء وملح الطعام، مما يثير قلقًا بالغًا على صحة الإنسان.
وأبرز الدكتور مصطفى كامل الجهود الدولية لمواجهة هذه الأزمة، مشيرًا إلى دور اتفاقيات بيئية مثل اتفاقية بازل لعام 1989، واتفاقية ستوكهولم لعام 2001، وكذلك الاتفاقية العالمية الجديدة بشأن التلوث البلاستيكي لعام 2022 التي أطلقتها الأمم المتحدة. كما نوه بالخطوات الملموسة التي اتخذتها بعض الدول العربية، مثل حظر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام وتشجيع الصناعات البديلة.
وأكد أن “المشكلة البيئية مع البلاستيك تجاوزت الحدود الجغرافية والسياسية للدول والجماعات، وبالتالي فإنّ المعالجة الجماعية والتنسيق الإقليمي والدولي أصبح ضرورة ملحة وليست خيارًا”. وأشار إلى دور المركز الإقليمي لاتفاقية بازل للدول العربية في دعم الدول الأعضاء وبناء قدراتها، مؤكدًا أن الحلول لا يمكن أن تكون تقنية فقط، بل يجب أن تكون تشاركية ومستدامة وتتناول دورة حياة البلاستيك بأكملها.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور كامل إلى تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك وتبني فكر الاقتصاد الدائري، وتحفيز الابتكار في المواد البديلة وتعزيز وعي المجتمعات بدور كل فرد في حماية البيئة. وأضاف: “لنكن جزءًا من الحل، لا جزءًا من المشكلة، لنكن سفراء للبيئة في مجتمعاتنا، فالاستدامة هي رحلة، فلنبدأها معًا ولنعمل من أجل مستقبل أخضر”.