
بين محافظة الطائف ومركز الهدا، الوجهتين السياحيتين الشهيرتين والقريبتين من مكة المكرمة، يبرز وادي محرم كأحد المعالم المميزة، التي جمعت بين قدسية المكان وجمال الطبيعة. ويُعد الوادي ميقاتًا مكانيًا رئيسيًا للحجاج والمعتمرين القادمين من اليمن، عمان، نجد، وبقية دول الخليج.
وقد سُمي الوادي بـ”محرم” نسبةً إلى الإحرام، حيث يمثل الميقات الموازي لميقات قرن المنازل (السيل الكبير)، ويقع غرب محافظة الطائف، ضمن منطقةٍ ذات طبيعة خلابة وتضاريس متنوعة.
وتجولت صحيفة شاهد ألان الإ في أرجاء الوادي، لترصد تناميًا عمرانيًا واسعًا على سفوحه، إلى جانب استمرار وجود مزارع تقليدية محاطة بـعقوم طينية وأخرى حجرية، لا تزال تُروى بمياه الآبار القديمة، وتزدان بـعرائش العنب، التي تمنح المكان طابعًا ريفيًا أصيلًا.
كما تحتفظ قرى المشايخ والدار البيضاء بهويتها الزراعية التقليدية، حيث تُحرث الأراضي بالمواشي وتُسقى من العيون المائية، وسط بيئة زراعية ما زالت تقاوم المتغيرات الحديثة، محافظة على طابعها الطبيعي الهادئ.
وأصبح وادي محرم في السنوات الأخيرة وجهة للباحثين عن الاستجمام والراحة النفسية، لما يتمتع به من أرضٍ خصبة، ومياه وفيرة، ومناخ معتدل يُنعش الروح.
ومن الملامح الحديثة التي رصدناها ، التحول اللافت للعديد من المزارع إلى منتجعات ريفية متكاملة، تضم مرافق ترفيهية وتجارية، من بينها محلات لبيع وصناعة الورد الطائفي، إلى جانب شلالات اصطناعية، وأركان لألعاب الأطفال، وحدائق للطيور، بالإضافة إلى جلسات عائلية تقدم خيارات متعددة من المأكولات والمشروبات، في أجواء مستوحاة من بيئة الوادي الساحرة.
ويمثل وادي محرم اليوم، نقطة التقاء بين التاريخ الروحي والسياحة الريفية الحديثة، ما يجعله واحدًا من المواقع الواعدة على خارطة السياحة الوطنية، ووجهة مفضلة للحجاج والمعتمرين والمتنزهين على حد سواء.