
في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، وتحديدًا في مقر بعثة نادي الهلال، وقف رجل لا يعرف الانكسار، يلوّح بعلم الهلال الأزرق، بوجه بشوش وقلب يفيض عشقًا… إنه السعودي سفر الرشيدي، محارب السرطان، وعاشق “الزعيم” حتى النخاع.
لم يكن اللقاء عاديًا، بل لحظة إنسانية تجلّت فيها معاني الوفاء والكرم، حين لبّى الفريق بكامل لاعبيه وإدارته رغبة الرشيدي بزيارة البعثة، رغم ظروفه الصحية التي يقاومها منذ أكثر من عشرين عامًا.
الرشيدي، الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ قرابة عقدين، لم تثنه جلسات العلاج، ولا مشقة المرض، ولا حتى فارق التوقيت البالغ 9 ساعات، عن متابعة فريقه المفضل. ظل وفيًا لكل مباراة، متابعًا لكل خبر، حافظًا لأسماء اللاعبين، مشجعًا بكل ما أوتي من قلب ووجدان.
وعندما علم بوصول الهلال إلى واشنطن، لم يتردد. قرر أن يكون حاضرًا، ولو على كرسيه المتحرّك، ليعانق الكيان الذي منحه القوة في أحلك ظروفه. وما إن وصل، حتى قوبل بترحيب حار وابتسامات صادقة من لاعبي الهلال وإدارييه له وابنائه المرافقين له ، الذين لم يكتفوا بتحيته، بل التقوا به، تحدثوا معه، والتقطوا معه صورًا ستبقى شاهدة على هذا الموقف النبيل.
فهد المفرج، وياسين بونو، وناصر الدوسري، وعلي البليهي، وجميع نجوم الهلال المحليين والأجانب، تفاعلوا مع الرشيدي كأنهم يعرفونه منذ سنوات، في مشهد إنساني تجلّت فيه أخلاق الهلاليين داخل الملعب وخارجه.
لم يكن اللقاء مجرد زيارة، بل درسًا في الوفاء من طرفين: من الرشيدي الذي تحدى الألم ليكون قريبًا من زعيمه، ومن نجوم الهلال الذين قابلوا هذا الوفاء بحب وتقدير.
سفر الرشيدي لم يطلب شيئًا… فقط أراد أن يقول:
“أنا هنا، أحب الهلال، وسأظل أوفي له حتى آخر لحظة”.
أما رسالة الهلال فكانت أعمق: ” نحن معك يا سفر، في حبك ونضالك… فأنت أحد أبطالنا الحقيقيين.”
قصة (سفر الرشيدي) ، التي واكبت مشاركة الهلال في بطولة كأس العالم للأندية، هي شهادة حية أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل وطن صغير يحتوينا، ويجمعنا، ويمنحنا الأمل حتى في عزّ الألم ، وإنسانية نجوم الهلال