
أسّس المواطن سعيد الشحي قرية الشيخ زايد التراثية عام 2005 شمال مدينة رأس الخيمة، وتحديدًا على بُعد 30 كم من منطقة غليلة ، تخليدًا لذكرى القائد الرمز، صانع الاتحاد، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه.
وافتُتحت القرية رسميًا على يد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بهدف تعريف الأجيال الإماراتية الناشئة بسيرة المغفور له الشيخ زايد، ودوره الكبير في صون التراث الإماراتي، إلى جانب إطلاعهم على نمط الحياة الإماراتية في الماضي، بما فيها من وسائل العيش ومصادره، وأنواع البيوت التقليدية، وما تحتويه من أثاث وأدوات لأبناء الساحل والجبال.
تختزن قرية زايد التراثية ملامح التراث الإماراتي بكل عناصره ورموزه، وتفوح من أرجائها رائحة الماضي العطرة، التي تعيد الزائر إلى أزمنة أصيلة تصافح الحاضر وتتطلع إلى مستقبل مشرق، من خلال ما تحفظه ذاكرة المكان من معلومات، وصور، وذكريات، تضفي على القرية طابعًا غنيًا بالتنوع والثراء الثقافي.
تضم القرية ثلاث قاعات رئيسية:
- قاعة المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي للكتب التاريخية.
- قاعة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي للفضيات والتحف.
- قاعة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للأسلحة التقليدية.
كما تحتوي القرية على العديد من العناصر التراثية، منها: السبلة، العريش، الخيمة، الصفة، العقة، بيت القفل، الدهريز، المخزن، إضافة إلى مكتبة تراثية ضخمة تضم أكثر من 10,000 كتاب، ونحو 400 مخطوطة تعود إلى عام 1507م، تتنوع موضوعاتها بين القرآن الكريم وتفسيره، وكتب الحديث، وتاريخ الإمارات والخليج، وعلوم الطب والسياسة والجغرافيا والأدب، ومخطوطات نادرة وخرائط قديمة، فضلًا عن كتب الأنساب، والاقتصاد، والمجتمع، وأراجيز أحمد بن ماجد، وصور تاريخية ومراسلات بين حكّام الإمارات والحكومة البريطانية منذ عام 1895م، وكتب تاريخية تعود إلى عام 1830م.
وتعرض المكتبة كذلك مجموعة من الفضيات التقليدية التي استُخدمت في المناطق الساحلية والجبلية، إلى جانب الأسلحة القديمة وصور نادرة لأهالي تلك المناطق.
وتنظم القرية سنويًا حزمة من الفعاليات التراثية، من بينها: عروض اليولة بالسلاح والسيف، مسابقات أفضل معرض تراثي، وأفضل الرقصات الشعبية، وفنون الطبخ التقليدي، والعلاج بالطب الشعبي، بالإضافة إلى مسابقات في الشعر والتواصل الاجتماعي، وغيرها من الأنشطة التي تكرّس قيم التراث وتحتفي به.
وتسير القرية على خطى مثيلاتها من المؤسسات التراثية في الدولة، في نشر الوعي بالتراث الإماراتي وتعزيزه، وإتاحة الفرصة للأجيال الشابة للنهل من معينه الصافي، واستلهام قيمه، وتأكيد تمسّك الإنسان الإماراتي به واعتزازه بماضي أجداده لما يحمله من معاني الأصالة والرقي.
وفي ختام الزيارة، تم تسليم درع تذكاري تقديرًا للجهود المبذولة في خدمة التراث الوطني.