
في زحمة الأضواء والشاشات العملاقة في ميدان (تايمز سكوير) الشهير بمدينة نيويورك، لفت نظري شاب يرتدي قميص نادي الهلال السعودي الجديد. بين آلاف السياح والمارة، كان ذلك القميص الأزرق اللامع كأنه رسالة من الوطن… اقتربت منه، ألقيت التحية، فردّ بابتسامةٍ واسعة ولهجة سعودية أصيلة.
اسمه (سويلم آل غانم) ، طبيب سعودي يعمل في أحد المصالح الحكومية العليا، وجاء إلى الولايات المتحدة خصيصًا لمؤازرة فريقه في بطولة كأس العالم للأندية. حدثني بحماسة عن رحلته، وعن حبه للهلال، وقال بكل صدق: “ما كنت أتوقع الهلال يوصل لهذه المرحلة، لكن نتائج الفريق في مرحلة المجموعات كانت رائعة.”
و(سويلم) شاب في العقد الثالث من العمر، وحرصه على دعم فريقه لم يتوقف عند حدود الكلمات؛ بل بدأ فعلًا في محاولة تغيير حجوزات طيرانه ليبقى أطول مدة ممكنة، تحسبًا لتأهل الهلال إلى نصف النهائي أو النهائي، وقال لي مبتسمًا:”لو تأهل الهلال بإذن الله ساعد مجددًا عشقي للكيان الأزرق “لكن التوفيق لم يحالف الهلال التوفيق في الاستمرار في منافسات البطولة لينتهي حلم (د. سويلم) في العودة إلى الولايات المتحدة الامريكية ، لكن حالته لم يكن مشجع كرة قدم فقط، بل عشق وحبّ للكيان الأزرق، وتأكيد عن الانتماء، والولاء، والشغف وكان قميص الهلال الذي يرتديه أداة تعريف قوية بالمملكة، وتأكيدًا على أن “الرياضة اليوم هي القوة الناعمة، ما تحتاجه مزيد من الدعم، لتسهم الرياضة في التعريف عن بلادنا”.
أعجبت كثيرًا بهذا الشاب الطبيب، يمثل صورة جميلة للمواطن السعودي المتزن، المثقف، العاشق لوطنه وهويته، والذي يرى في كل فرصة وسيلة للتواصل والتعريف بثقافتنا.
وغادرت الميدان وأنا على يقين أن الهلال لم يربح فقط مباراة، بل كسب أمثاله من العشاق، الذين يحملونه في قلوبهم أينما حلّوا… حتى لو كانوا على بعد آلاف الكيلومترات.
وروى لي الدكتور (سويلم) أنه كان بجوار نجوم الفريق الذين كانوا خارج التشكيل الرسمي للقاء، في مدرج المباراة الثالث والأخير للفريق أمام الفريق الإنجليزي (مانشستر سيتي)، وظفر ببعض اللقطات الخاصة، وهو الشاب نفسه الذي ظهر في حساب مانشستر سيتي في منصة (X)، والذي
وسجلت التغريدة حتى لحظة كتابة الخبر أكثر من 800 ألف مشاهدة، و9 آلاف إعجاب، و3 آلاف إعادة نشر، و545 تعليقًا.
كما جمعتني الصدفة بالدكتور سويلم آل غانم في السفر على متن رحلة الخطوط السعودية رقم SV20 المتجهة من مطار جون كينيدي الدولي بمدينة نيويورك إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمحافظة جدة.
الصدفة خير من ألف ميعاد… وكم كانت جميلة حين جمعتني في قلب نيويورك، لا بموعد ولا ترتيب، بمحب الهلال الصميم، الطبيب الإنسان الدكتور سويلم آل غانم، الذي حمل شغف الوطن في قلبه، وقميص الهلال على كتفه