
ويُعدّ الخامس من جويلية من أبرز الأيام الخالدة في تاريخ الجزائر، حيث يحتفي الشعب الجزائري، اليوم السبت، بالذكرى الـ63 لعيدي الاستقلال والشباب تحت شعار:”جزائرُنا… إرثُ الشهداء ومجدُ الأوفياء”. حيث تُعدّ الذاكرة الوطنية روح الأمم وجسرًا يصل الحاضر بالماضي،
وإن كان هذا اليوم مناسبةً للبهجة والسرور، فهو أيضًا لحظة تأمل ووفاء لملحمة كفاح استمرت 132 سنة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، كُتبت فصولها بدماء الشهداء وتضحيات الأحرار.
ويُحيي الجزائريون هذه الذكرى العزيزة من خلال تنظيم العديد من التظاهرات والفعاليات الوطنية عبر مختلف ولايات الوطن، تعبيرًا عن الاعتزاز بتاريخهم المجيد وتقديرًا لمن ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة.
ويمثل عيد الاستقلال رمزًا للوحدة الوطنية، واستلهامًا دائمًا لقيم التضحية والصمود، والتمسك بالمبادئ النوفمبرية التي ظلت الجزائر وفية لها، مستنيرة بها في تحديد خياراتها ومشاريعها الوطنية.
إنه يوم تاريخي شهد انجلاء الاستعمار الفرنسي أمام إرادة شعب أبيّ رفع شعار:”وللحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرّجةٍ يُدقّ”.
في هذا اليوم، نستحضر التضحيات الجسام التي قدّمها جيل من الأبطال “صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، فجعلوا من ثورة نوفمبر المجيدة منارةً للكفاح الوطني، تتويجها كان في الخامس من جويلية 1962، يوم الاستقلال، الذي دوّى صداه في العالم وأجبر فرنسا على الاعتراف بإرادة الشعب الجزائري.
وكانت النتيجة مليون ونصف مليون شهيد، قدّموا أرواحهم فداءً للوطن على مذبح الحرية والكرامة.
ويمثل هذا التاريخ مناسبة للوقوف وقفة إجلال وتقدير وعرفان لأولئك الأبطال الذين صنعوا فجر الاستقلال، وبفضلهم نعيش اليوم في كنف الحرية والسيادة.
وفيما تحيي الجزائر هذه الذكرى الغالية، تستحضر ما تحقق في مسيرة بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها، والمضي قدمًا على نهج نوفمبر، من خلال ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الحس الوطني، والتمسك بالوحدة، والتطلع إلى استكمال مسيرة البناء والتشييد نحو جزائر جديدة، تليق بتضحيات الشهداء وتطلعات الأوفياء.