الكل تعصف به النوائب في حياته مرات عديدة ، وفي كل مرة نتلقى دروساً للحياة ، لكي نغدو بمستقبل أفضل ، وأداء أجمل ، ونحن بحلل العافية كما نحب .
ليست كل النوائب والتحديات شر يمر علينا ليمر بنا البؤس والشقاء كما يصفه ويصنفه البعض ، بل هناك ما هو أنقى ذلك بكثير ، خاصة عند من تسكن السكينة والرضوان دواخلهم ، هؤلاء الذين تراهم في ترانيم وتراتيل تفر بها أفئدتهم نحو الباري سبحانه وهم في تؤده وحلم وسكون بالرغم من عواصف وتيارات الأزمات التي تمر بهم ، لله درهم .
في حياتنا كلها وفي عصرنا الحالي ومع اكتمال عناصر العيش الطيب عند معظمنا ، إلا أنك ترى في النفس عطش من نوع خاص ، وتسمع له بوح من طراز مقنن ، لا تعلم ماهيته ، ولا كيف تسكته بلا مزيد ألم ، فترانا تتخبط يمنة ويسرى عل ذاك الوجع أن يخفت طنينه ، ومع ذلك فهو يزداد بلا ملل ، حتى ترجع تلك النفس لباريها وتسجد له وتبث الشكاية تلوى أختها ، حتى نطمئن ، ونهدأ ، وكأننا وجدنا ضالتنا لأول مرة ، ولسان حالنا يقول ” ما أبعد السماء ، وما أقرب الله ” !.
لله الحمد من قبل ومن بعد ، كم منحنا رب البريات من نعم ، وكم نجانا من غم وفتن ، وكم أرخى علينا من سدول ستره ، وكم عفى عن ذنب وزلل ، وكم لطف وكم حفظ ، وكل هذا عندنا ونحن في معزل عن الثناء له والشكر ، غارقين في بحر لطفه ، وأفياء عفوه ومغفرته ، ووديان وسحب كرمه الفياض ، حتى إذا ألمت بنا الملمات صحنا وغوثاه ، مدد يالله ، مدد يالله علنا نصحو ونستيقظ من سبات الغفلة وطغيان طوفان الماديات على قلوبنا .
علينا أن نراجع أوراقنا ، ونرتب ضوضاء دواخلنا ،ونعيدها لصوابها ورشدها ، ونستزيد في وعينا الروحي لنعيش الحياة الرغيدة التي لطالما نحلم بها ، الممتلئة سكينة وحلم ورشد وهدأة بال كما نحب ، والله يحب من عبادة التوبة والأوبة والرجوع له ويجزل لمن أستهدى إليه عظيم غفرانه وواسع كرمه بل وأكثر من مما نرغب ، فالله إذا أعطى أدهشت عطاياه سبحانه ، لك الحمد .
اللهم وأسبغ علينا وأرواحنا سربال سترك وتوفيقك ، وهدايتك ، أحطنا بجميل عفوك عنا ، وردنا يالله إليك رداً جميل ، وإليك المصير ، سبحانك .
كتابنا
> ما أبعد السماء وما أقرب الله !.
ما أبعد السماء وما أقرب الله !.
12/12/2017 12:50 م
ما أبعد السماء وما أقرب الله !.
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/32318/