وخلسة تعني هي الفرصة السانحة والتي تنتهز بصورة خفية ، وكثير ما نمر به من فرص التي ينبغي أن نحسن استثمارها ، ولكن نأبى الوثوق بها والاستفادة لصالحنا ونحرم ذواتنا من خيرها .
نجلس مع الكثير ممن يملكون فكراً راقياً وعلماً رافدا ، ولديهم الاستعداد للبذل والعطاء ، وقد يعرضون خدماتهم وبالمجان ، وننصرف عن ذلك الخير اعتقاداً منا بعدم حاجتنا له ، وكأننا بمعزل عنهم وعن ما يحملونه من خير ، في حين الكثير ممن يعاني ويشتكي ويأن ، ويطلب الوصفات السحرية لتغيير حاله دون التقدم ولو شبر من السعي والضرب بالأرض .
في كل يوم تعرض الآلاف من الفرص علينا ، القليل من المستيقظون فقط من يأخذها ويكيفها لصالحه .
خريجون وصلت أعدادهم بالآلاف من الفتيان والفتيات ، وفي المقابل بنفس العدد أو أضعافه من الفرص الوظيفية أو حتى الدورات التدريبية و الدبلومات بحضور مباشر أو تدريب الكتروني بالتزامن أو غيره ، وشهادات مصدقة من جهات محلية وغيرها وكلها بالمجان وبمكافآت أيضأ ، والمعرضين أعدادهم بازدياد يومي، وتراهم في كل وادي يندبون الحظ والعثرة والتحدي، وأنهم غير محظوظون البتة ،لأن ما يعرض ليس ضمن المواصفات القياسية لطموحهم ،ولا تسل عن من يدعمون توجههم من الأسر والحواريين !!
يتبنى الكثير توجه العمل في قطاعات محددة ، وإلا فلا!! ، وتقضى معظم الأعمار سنين تقطع بلا فائدة ترجى ، ولا ثمرة تقطف ،في انتظار الحلم المرتقب والمصمم خصيصاً لهم ومواصفاتهم .
.و يحاول هؤلاء أيضاً التعامي عن فرص العمل النفعي الذي يبني الإنسان المسؤول، والقائد المجتمعي الذي يحمل على عاتقه مبادرات نوعية تنهض بالمجتمع وافراده بأصالة تنبأ عن الخير الذي في داخله .
وبعد مضي الوقت ، يظهر هؤلاء التباكي على ما ذهب ومضى ، وهم يعيشون دور الضحية ويصمون آذناهم عن الناصحون معتقدين ان القطار قد فات .
وفي الحقيقية أن كل الأوقات ممكنة ليبدأ هؤلاء من جديد ، وأن الفرص الذهبية لازلت متوفرة ، فقط يقررون ، ويختارون وينطلقون وهم ببركة الله محفوفون .
على أبناؤنا وشبابنا وبناتنا معرفة ذواتهم جيداً ، ويحددوا امكانتهم ومواهبهم، ويدونوا الأهداف ، ويستثمرون الفرص المتجددة كيف لا ،ونحن نعيش عصر النهضة والتطور والارتقاء ليحققوا الآمال المرتقبة منهم وفيهم ، وهم فعليا قادرون .
01/03/2018 12:50 م
خلسة
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/41378/
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
نبيلة العودان
02/03/2018 في 10:16 ص[3] رابط التعليق
دائما رائعة و مميزة أستاذنا وفاء.
مقال عميق و مهم لاستثمار الفرص
Huda
02/03/2018 في 10:41 ص[3] رابط التعليق
جميل أ. وفاء في الصميم الله ينفع بك يارب
Huda
02/03/2018 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
جميل أ.وفاء في الصميم الله ينفع بعلمك وعملك ويتقبله
فاطمة الماجد
02/03/2018 في 11:31 ص[3] رابط التعليق
رائع جداً دكتورتنا وفاء بارك الله في جهودك دائماً وأبداً وضاعف لك في الأجر