تغنى شاعر الاحساء عبداللطيف الوحيمد بمعشوقته “الاحساء” بقصيدةٍ جديدةٍ ألقاها بين ظهرانَي الرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى “المدرسة الاميرية او بيت الثقافة” الذين احتشدوا ظهر اليوم من الاحساء والمنطقة الشرقية والرياض في قاعة المؤتمرات بفندق الاحساء انتركونتننتال في لقائهم السادس عشر الذي استضافه الشيخ علي بن احمد الجبر ويجمع هذا اللقاء طلاب هذه المدرسة العريقة وعددهم نحو ٢٥٠ رجلاً تبوأ أكثرهم أرقى المناصب في الدولة ومنهم صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وأورد الوحيمد كلمة سموه الكريم التي وثقها في كتابه “الاحساء اصالة وعطاء” وقال فيها: في الأحساء تعلمت القراءة والكتابة وقدَّمني قدري إلى الحرف والكلمة والفن وتسلَّمت مفتاح العلم والمعرفة على أيدي أساتذةٍ فضلاء درَّسوني في مدرسة الهفوف الأولى الصف الأول وجزء من الصف الثاني وفي الأحساء امتطيت لأول مرةٍ في حياتي صهوة الجواد مع خالي الأمير سعود بن جلوي وخرجت لأول مرةٍ للصحراء حاملاً الصقر على كتفي ورأيت الظباء والحباري والرياض الغناء وشممت رائحة الخزامى والنفل ولا أزال أتذكر السور القديم والبوابات وقصر إبراهيم وقصر محيرس والسراج والبيت الملاصق له الذي كنت أسكنه مع والدتي وأخي الأمير سعد وأختي الأميرة نورة أتذكر سوق الخميس والمدرسة التي درست فيها وفي الأحساء قابلت والدي جلالة الملك فيصل طيب الله ثراه لأول مرةٍ في حياتي عندما زار الأحساء مع جلالة الملك عبدالعزيز غفر الله له ولك أن تتصور ردة الفعل والأثر الذي تركه هذا اليوم في حياة طفل يشاهد وهو في السادسة من عمره ثلاثةً من أعظم الرجال الذين ساروا على هذه الجزيرة وهم: الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والملك فيصل بن عبدالعزيز والأمير سعود بن جلوي ويجلس معهم ويستمع إليهم وتلك الأيام التي مرت بي أثناء زيارة الملك عبدالعزيز لهذا الجزء الغالي من بلادنا لن أنساها ما حييت فقد كنت أظن قبل لقائي بالملك عبدالعزيز في الأحساء أنه لم يُخلق في العالم أعظم من الأمير سعود بن جلوي وعندما شاهدت الملك عبدالعزيز عرفت أنه لا وجود لكلمة الأعظم وإنما هناك من الرجال العظماء وسوف يأتي من هو أعظم منه وعندما كنت في الأحساء تشوَّقت لرؤية العالم الخارجي وخرجت بشوقٍ لرؤية باقي مناطق المملكة وبعد أن رأيت مختلف أنحاء العالم أشعر بأن حنيني للأحساء أقوى مما يتصوره أحد مصداقاً لقول الشاعر:
نقَّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينـه أبداً لأول منزلِ