ارتبط اسم القهوة بالكتاب وأصبح بينهم ارتباط وثيق، وبعد عدَّة دراسات اثبتت أنّ تناول القهوة ينشط ذاكرة الإنسان على مدى 24 ساعة بعد تناولها، ويزيد نسبة تركيز الإنسان، ويُحسن الأداء الذهني، وأيضاً تتميز القهوة عن غيرها من المشروبات بتاريخ ثقافي في العالم العربي و الإسلامي لا يمكن أن نجد له مثيلاً في أي نوع من أنواع المشروبات، وربما كانت طبيعة القهوة ورائحتها المحفزة للقراءة.
ومع التطور الهائل خاصة بعد سهولة البحث عن الموضوعات دون عناء عن طريق البحث الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، ومع أنني لا أعيب هذه الوسيلة كونها قد سهلت على الباحث اختصار الحصول على ما يريد من معلومات، ولكن بعد معظمنا عن الكتاب وانشغلنا بأمور عديدة، وأثرت سهولة البحث عن المعلومة سلبياً على الاستزادة والتثقف والاطلاع والنهل من أمهات الكتب فلم نعد نجيد فن الابتكار اللغوي، وتوظيف معنى الكلمة أو مرادفها بما يتوافق ومجريات الحديث، وتضاءلت حصيلة المخزون اللغوي لدى الكثيرين منا، فشخصية الإنسان تقوى بما لديه من معلومات اكتسبها بقراءاته في مجالات شتى في الحياة، بما يتيح له القدرة على النقاش مع الآخرين في تلك المجالات فيزداد معرفة، وليس هناك من يستطيع الاستغناء عن الاطلاع والبحث، إذ إن العلوم والمعارف مدونة في بطون الكتب، ولاستخراجها والعلم بها، لابد من قراءتها ومطالعة ما فيها، وبهذا يكون التقدم والازدهار.
وكما تعودنا فنحن ندرك تماماً أنه دائماً يوجد الحل، فعلى سبيل المثال منذُ أيام اقيم في أرض الحضارات (جبل القارة) معرض بعنوان: قهوة والكتاب، وما يحتويه من تنوع لجذب الزوار لقراءة الكتاب بالتراث، وموسيقى، وأمسيات شعرية، وفنون تشكيلية، وتشجيع الجيل الجديد من الشباب على القراءة وزيادة التحصيل، فلا يكون العلم قاصراً على تلك المادة العلمية التي يدرسها في المراحله التعليمية، بل لابد أن يتعدى الأمر ذلك، فأفضل ما يقرأه الإنسان هو ما يختاره بنفسه، وكما أن هناك صلة وثيقة بين القراءة والابتكار، بل لن يكون هناك إبتكار دون قراءة، فلابد من تنشئة جيل من شبابنا يحرص على الاطلاع والنهل من أمهات الكتب.
وأخيراً… أن مثل هذه البرامج والمناسبات تلعب دور في تشجيع الشباب على القراءة، ومن هنا أقترح أن يكون هناك مقاهي تحتوي على الكتب لكي يخلق جيل يعشق الكتاب، ويحب الاطلاع ويجيد فن الابتكار والإبداع.
كتابنا
> قهوة وكتاب
قهوة وكتاب
27/03/2018 12:50 م
قهوة وكتاب
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/44627/