بعد إعلان وزير التعليم تدشين كتاب “حياة الإرادة ” للدكتور السفير والوزير السابق الراحل غازي القصيبي رحمة الله، بأن يكون الكتاب ضمن مقرر مادة المهارات الإدارية لطلاب المرحلة الثانوية لم يكن بالخبر العادي فسرعان ما انتشرت ولاقت ترحيباً واسعاً في شبكة التواصل الاجتماعية، الكتاب وهو يُعد ترجمة ذاتية لغازي القصيبي، يتناول فيه سيرته منذ مراحل التعليم الأولية، وحتى قرار تعيينه سفيرا للسعودية في مملكة البحرين عام 1984، كتبها بأسلوبه الأدبي المميز، ليحكي عن طريقته في الإدارة في كل منصب من المناصب التي تولاها، سواءً الأكاديمية منها أو الوزارية أو الدبلوماسية وآخرها وزارة العمل حتى وفاته رحمه الله تعالى .
ويتناول في صفحاته مختلف المواقف والعقبات التي واجهته، فتمكن منها أو تمكنت منه، وكل ذلك بطريقة لم تخلو من الحكمة والطرافة، ويحتوي على خلاصة راقية من الأفكار الإدارية ممزوجة بسهولة العبارة وشمول المعنى، وأجمل ما في الكتاب أنه لم يجعله مقسماً على أجزاء أو فصول أو أبواب، بل بأسلوب وموضوع كامل ومتصل يعبر عن ذكاء الرجل ! ووضع في كتابه جل تجربته الإدارية وكيف استطاع أن يؤثر في جيل كامل، وجعل مدراء وسياسيون ووزراء ينهجون بنفس النهج، وبهذا يكون الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – رجُل الدولة الاستثنائي والفريد من نوعوه في عقول الجيل الجديد من الشباب، بشعره وفكرة وأدبه وسياسته وابتكاره وإبداعه، هو فعلاً رمز من رموز المجتمع السعودي وعلم من أعلامه.
وما يميز هذه الخطوة انتهاء مرحلة تغيب الرموز الوطنية عن عقول الجيل الجديد من الشباب وابراز منجزاتهم الوطنية والاقتداء بهم، وتغيير الشخصيات الغربية التي ملاءة صفحات الكتب الدراسية ولا تبت بواقعنا، وكما أن بعضها لا يخلو تأريخها من الالتباس فكرياً وقد يكون لها تأثير على تكوين عقول الشباب وطنياً، وما يثلج الصدر أن الذاكرة الوطنية بدأت تستفيق وتنشط بإنصاف رموزها ولو في وقت متأخر المهم أنها خطوة إجابيه، فجميع دول العالم تفتخر وتتباها بأبنائها الذي لهم دور كبير في تحقيق الانجازات الوطنية فيبادرون في تسمية الشوارع الرئيسية بأسمائهم والبعض يضع أسمه في المنهج الدراسي، فلهاذا البلد شخصيات بارزة على مستوى العالم فيحق لنا كسعوديين ان نفخر بهم وتدرس سيرتهم للأجيال الجديدة .
الكاتب عبدالله الزبدة
@alzebdah1