قال النبي صل الله عليه وسلم :((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )).
مضغة بحجم قبضة يدك ،وتتحكم بكل أجزاء جسدك من أعلى رأسك وحتى أخمص قدميك ! يتموضع بداخلك ،تشعر به لكن يستحيل أن تلامسه ،قطعة لحم طرية تسيّر عظامك الصلبة ! هو تلك المضغة إن تأذت أحد أجزائه أوذيت أنت ، يستطيع مُلكك لكنك لتملكه كن حذر المعاملة معه.
إنه القلب حساس رقيق ،إن ملكك صرت بلا صديق،لكن عندما تتساءل عن ارتباطه بالأصدقاء تجد علاقة بسيطة ،فالناس لم ولن يرو مافي هذه المضغة لكنهم مجبرون على سماع أحرف ينطقها لسانك ،فلسانك هو مرآة شديدة الوضوح تعكس مابين حناياه .
تخيل تلك السلسلة بداية من: عاطفة في القلب ،فتعبير للسان به ،فسماع الناس له ، إن كانت تلك العاطفة بيضاء صافية تربتها نقية مليئة بالمحبة والاحترام -أنبتت زهور كلمات لبِقة مُفرحة ،لا يسمعها الناس فقط بل يشتمون عبقها ،فيتغلغل إلى أعماقهم ويستجيب القلب بردة فعل أصدق وأحب لذاك المتكلم ، فتنشأ الصداقة ، بلا طريق مباشر وصل مافي القلب إلى القلب .
لكن ماإن امتزجت عاطفة قلبك بالحقد والحسد وتربتها بالشوائب وملئت شرا – أنبتت شوكا يُطلقه لسانك على الناس فيخترق قلوبهم ،لكن لا بعبق الورد بل بألم الجَرح . لذا يفر الجميع من أوجاعهم ،وهنا يكون هذا القلب الرقيق قد ملكك وتركك بلا صديق.
القلب بيد الله لكن مايحويه بيدك.
املكه قبل أن يملكك ،وصُن لسانك قبل أن يخونك ، وتذكر دوما أن جرح الأبدان يلتئم ،لكن جَرح القلوب لا يلتحم !
احرص على سلامته بتنقيته ،بتزكيته ،بتلميع جوهره ؛لتَسلمْ أنت .
القلب السليم خالٍ من كل شر ،مليءٌ بكل خير.
تأمل فهل قلبك سليم