– يا من توفاك الله في الجمعة المباركة
التي جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو
( رضي الله عنهما ) أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : ” ما من مسلمٍ يموت يوم
الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر “
يا لِهذا العـالم ، ويا لِهذهِ الدنيـا ،
لحظاتٍ وانقطعت كُل صِلة لك بهذا العالم،
أدعوَ الله أن تكون مِن أهلِ الجنة.
يبدأ الحزن كبيراً ثم يصغر
وتقرع أطيافه أبواب النسيان
وترجع بك الذاكرة
هل عشت معه وذهب الآن
تحاول أن تتذكر نبرات صوته
تحاول أن تجمع ملامح وجهه
تحاول أن تتخيله
فلا تجد سوى بقايا من رسم محياه
فتتساءل هل كان هنا يوما
تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من
الناس ، حبيباً للجُلاس ، لطيفاً مع
الصغار والكبار حتى أحبك الجميع
واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك
بكتك الأعين ، ودعت لك الألسن ، وترحم
عليك من عرفك ومن لم يعرفك
فطوبى لك، لقد عشت هادئا،
ورحلت هادئا، وكسبت حب الناس
الذي تمثل في تلك الحشود
التي شيعتك في المسجد والمقبرة،
والتي توافدت على البيت معزيةٌ فيـك
ما أشد وقع المصيبة على النفس البشرية..
وما أفجعها عندما تكون بعزيز غالٍ
إنها لخطب جلل، وكارثة عظيمة
قد يضيق بها الصدر ولا تتحملها
النفس البشرية؛ فهي مصيبة
بما تحمله الكلمة من معانٍ..
مصيبة.. كارثة.. فجيعة.. مدلهمة..
لكن ماهدىء روعي وأسكن فؤادي
تلك القبلة التي طبعتها على رأسك
وودعتك بها لانقول وداعآ بل إلى
جنـان الخلد
أعلم ياغالي
بأنك لن تكلمني، أعلم أنك لن تأتيني،
لكني أتمنّى من كُلِ قلبي أَن تعود اللحظاتُ
ولَو لساعةٍ فقط، لدقائق، لثوانٍ قليلة،
ولكن هيهات ولاينفع ندم
رحمك الله رحمةٌ واسِعة
فالمؤمن يعتقد اعتقاداً جازماً
بقضاء الله وقدره وأن كل ما يحدث
في هذه الحياة من خير أو شر..
ومن نفع أو ضر.. إنما هو بقضاء منه
وتقدير فيرضي بحكم الله صابراً
محتسباً طمعاً في مرضاة الله
وإلى هذا المعنى تشير
آية سورة الحديد
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) [الحديد23:22]،
ختاماً ؛ لا يسعُنا إلا أن نقول :
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن
وإنا لفراقك يا فقيدنا لمحزونون ،
ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربنا ،
فجزاك الله عنا خير الجزاء ،
وغفر الله لك ، والله نسأل أن يُنزلك
منازل الصالحين والشهداء ،
وأن يرحمك -وأموات المسلمين،
وأن يجمعنا بك في مقعد صدقٍ
عند مليكٍ مُقتدر .
التعليقات 2
2 pings
علي القطان
15/04/2018 في 3:04 م[3] رابط التعليق
عظم الله لنا الأجر جميعا بفقدان هذا الأخ الغالي على قلوبنا.
الله يتقبله عنده من الشهداء والصالحين .
كما ذكرت أخي الأستاذ أيمن .
هنيئا لك ياحبيبي يامحمد هذه الخاتمة السعيدة جعلك الله ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الله يلهم أهلك الصبر والسلوان وإيانا في فراقك .
إنا لله وإنا إليه راجعون لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
محمد الفهيد
15/04/2018 في 8:24 م[3] رابط التعليق
الله يرحمك يا محمد ويجعل قبرك روضة من رياض الجنه ويصبر اهلك