انطلقت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع في عهد الملك عبدالله – رحمه الله – وقد جاء على رأس أهداف هذه المؤسسة الوطنية العملاقة والعظيمة ” رعاية ” الموهوبين والمبدعين و”دعم” القدرات الوطنية و”السعي” لإيجاد رواد من الشباب المبدع و”توفير” الدعم المالي والعيني لبرامج رعاية الموهوبين ..
وما إلى هنالك من الأهداف التي تصرح بوضوح أن الدولة تحتضن الموهوبين والمبدعين لكي تصقل مواهبهم وتنميها وتطورها وتمنحها الفرصة حتى تصل بها إلى مصاف برامج الدول المتقدمة في رعاية المبدعين والموهوبين.
لذلك فالمتجول في أروقة الموقع الالكتروني للمؤسسة تجده مفعما بالحماس والطموح والآمال لكي يلحق أبناءه ببرامج المؤسسة متى ما توفرت الشرائط اللازمة ..
وأنا شخصيا كنتُ أحدهم !! فما إن بلغت ابنتي الصف الثالث الابتدائي حتى وضعنا نصب أعيننا هدفا أساسيا هذه السنة وهو الحصول على امتيازات البرنامج , فبذلنا من أجل ذلك الغالي والنفيس حتى تتمكن فلذة كبدنا من الحصول على درجة ضمن اختبار قياس تمنحها امتيازات البرنامج ..
وبالفعل , وبعد جهود حثيثة ولله الحمد تم ترشيحها للمشاركة في البرامج الإثرائية !!
هذه البرامج الإثرائية مدتها تقريبا ثلاثة أسابيع وهي عبارة عن دورات من قبيل دورة الخورزميات والاختراعات , وتبلغ قيمة الدورة حوالي 1500 ريالا غير شاملة للمواصلات التي قد تصل إلى 500 ريالا كحد أدنى !!
هل حقا هذه هي المحصلة الأخيرة ؟! وبعد كل هذا الاستعداد الكبير لاجتياز اختبار قياس ؟! أين ذهبت معاني المفردات الرنانة التي تتصدر كل هدف من أهداف المؤسسة ؟ هل تذكرونها ؟! : ” رعاية ” ” دعم ” ” سعي ” ” توفير ” ؟!!
هل هذه هي البداية المثالية للوالدين حتى يشجعوا أبناءهم للبرامج القادمة في صف سادس ابتدائي وثالث متوسط وثالث ثانوي ؟!
أنا متأكد أن قسم كبير من الآباء ممتعضون وأن الواقع أقل من الطموح والتطلعات .. ولذا أرجو أن يصل صوتنا لأصحاب الشأن الذين يديرون بيدهم القرار , فالبرامج الحالية لا تحاكي الدول المتقدمة ولا ترقى لمستوى الأهداف والرؤية والرسالة للمؤسسة , ولا تقارن حتى بقوة البرامج والامتيازات الممنوحة في السنوات السابقة !!
التعليقات 3
3 pings
احمد بوعبدالله
11/05/2018 في 7:43 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وأتمنى ان يصل صوتك للمسؤليين وان يكون في عين الاعتبار
مريم حسين
12/05/2018 في 9:44 ص[3] رابط التعليق
الواقع لايحاكي أبداً أبداً الكلمات البراقة ، الأدهى من هذا كله أن اختيار الموهوبين / ات من قبل المدارس يكون عشوائي وليس ضمن مقاييس حقيقة لأن إدارة المدارس مجبرة برفع أسماء !!!
ابني رُشّح موهوب من صف ثالث ابتدائي وقدم الاختبارات وحضر الدورات ، لكن نهاية المطاف كانت مدرسة أدنى مستوى من مدرسته الحالية من جميع النواحي وبكل المقاييس ، ففضلنا أن يبقى في ( الزبير ) << جنة الزبير ولا نار الموهبة المزيفة
حبيب اليوسف
12/05/2018 في 12:21 م[3] رابط التعليق
الله يكون بعونك واتمنى من كل شخص التفاعل الجدي في الموضوع واتمنا أن يصل إلى المسؤول الاول