ما أن أقبل شهر الخير وأوشك نوره أن يشع إلا وأطلق المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعيون حملاته ومشاريعه الخيرية ومنها تفطير الصائمين بالتعاون والمشاركة من أهل الخير وبسهمه الزهيد 10 ريالات تنال بها بأمر الله أجر تفطير الصائم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ) فاغتنموها بالمبادرة واجعلوا لكم فيها نصيب فإن الأعمال الخيرية مضاعفة في شهر رمضان المبارك بفضل من الله ومنه وكرمه مشاريع خيرية تسابقت فيها المنظمات والمؤسسات الرسمية بالدولة وبمبالغ زهيدة وأجور ترجى من الله وفيرة فما بالنا أن نغفل عنها أو نتجاهلها أو نحيد فلربما والله تكون هي المنجية ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ سورة آل عمران 133] وهذه الآية تملأ القلب طمأنينة وتحث على المسارعة واستثمار الوقت في العبادة والخير للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بفضل من الله سبحانه وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) رواه البخاري ومسلم.
ولم يترك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فرصة أو مناسبة لتحذير أمته من النار إلا حذّرها وأنذرها، رحمة ورأفة منه بها وشفقة وحرصا عليها، وفي هذا الحديث تحذيرًا يعقبه توجيه إلى فعل يقي أمته ويسترها من النار بأن يتخذوا ما يحميهم ويباعد بينهم وبينها ولو كان باليسير من المال أو بالخلق الحسن أو بالصنيع الطيب ينفعهم في يوماً لاينفع فيه مالاً ولا بنون.
كما قال تعالى: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) الزلزلة7) وفي هذا حثّ على عمل الخير كله قليله وكثيره، وفيه الحث على الصدقة بما قل وبما جاد وجل، وأن لا يحتقر المتصدق ما يتصدق به، حتى وأن كان يسيرًا فإنه يحميه باْذن الله من النار ويغنيه بالآجر والثواب بفضل الله.
فلله الحمد والمنة فنحن في هذه البلاد المباركة على الخير جُبلنا وعلى الكرم والجود تربينا وعلى العطاء اكترثنا فلا نغفل عن أن نتصدق لأنفسنا ولا ننسى أن نتصدق عن والدينا وأبناءنا وأقاربنا ومن أحببنا وعن الأموات منهم والأحياء ولو بالقليل اليسير فأجره عند الله عظيم، ومن نعم الله وفضله على عباده أن شرع لهم التعاون على البر والتقوى وجعل لهم الأجر والثواب في الدلالة على الخير والبر قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة 2).
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم الأجر الوفير لكل من دعم وحث وساهم وساند في إنجاز المشاريع الخيرية الرسمية المباركة باْذن الله ومن أعان على تفطير عباد الله أن يجعله في موازين حسناتهم وأن يثيبهم خير الجزاء يارب.
فباليسير يتحقق الكبير باْذن الله.
قال جل شأنه : ( لن تنالوا البرَّ حتّى تنفقوا مما تحبون )