عندما نتحدث في بادئ الأمر عن ما يخص أهمية توثيق المعاملات ,فأن أول ما يرد علينا أهمية التوثيق بالكتابة في هذا المجال ,حيث أن الكتابة في وقتنا الحالي أصبحت من الطرق المهمة جدا في اثبات الحق من ضياعه وإقامة الحجة على الطرف المنكر, وليس الأمر بجديد فالله سبحانه وتعالى قد حث على هذا الأمر في الشريعة الإسلامية بشكل صريح في كتابه الكريم في قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل }[البقرة:282]وذلك عبر مراعاة العدل في كتابته ,وقد تكون الأعراف والعادات في وقتنا الحالي عائقا لذلك حيث ان الكثير قد يبرم المعاملة بدون توثيقها حتى بالكتابة بناء على مبدأ الثقة , التي بات يفتقدها كثير من الناس ,وذلك بسبب غياب الوازع الديني وقد تنشأ المشكلة حين وفاة الشخص الذي يتعامل بشكل مباشر مع الذي ابرم المعاملة وعدم اعتراف الورثة بذلك لعدم وجود ما يثبت المعاملة او الدين ,وتارة قد تكون بسبب تعرض الأشخاص للازمات المالية ,ولا ينحصر فقط على هذه الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المشكلة في ضياع الحقوق وتفكك الروابط حتى تصل إلى القضاء التي أصبحت حتى بين بعض الاقارب, وإضافة إلى أهمية الكتابة في توثيق المعاملات المالية التي قد تكون بشكل رسمي امام كتاب العدل إلا أن القضاء حالياً يقوم بتوثيق عقود محددة فقط من العقود والمعاملات, لذلك قد يكون البديل لهذا الحل الذي ينصح به كثير من خبراء العقود توثيق المعاملات بكتابتها من قبل الأطراف أنفسهم بكتابة الأسماء بخط أيديهم والتوقيع عليها ,حتى يتمكن القاضي من نسبة الخط الموجود على الورقة في مواجهة المنكر ,وحتى تكسب هذا الورقة قوة إضافية في الإثبات ,هناك ما يعرف بالإشهاد على الكتابة أي وجود شهود على ذلك ,حيث لم تخلو الشريعة الإسلامية من ذلك فقد ذكر الله في كتابه الكريم:{وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا}[الطلاق:2] حيث أن فائدة الإشهاد هنا ألا يقع بينهما التجاحد,وفي نهاية هذا المقال نأمل أن نكون قدمنا مختصراً عن مدى أهمية الكتابة في توثيق العقود والمعاملات التي تعتبر وسيلة من وسائل حفظ حقوق الناس وتنظيم أمورهم وحماية علاقاتهم .
التعليقات 1
1 pings
زهره جاسم
01/12/2018 في 11:01 م[3] رابط التعليق
مقال جيد أحسنت الطرح