أربع سنوات مرت كالسحائب المثقلة بالمزن، وكالربيع الدائم على جبين هذا الوطن، مرت سريعاً ونحن ننعم في الأمن والأمان، مع بيعتنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-.
هذا الملك الإنسان الذي جعل المواطن السعودي نصبَ عينيه، وحمل على عاتقته توفير سبل العيش، والراحة والطمأنينة له، عين على الوطن في الجنوب، وأخرى على المواطن أينما كان، ولعل الجولة الأخيرة التي تفضل بها سيدي الملك سلمان على ربوع الوطن من الجنوب إلى الشمال لهي خير دليل على حرصه ومدى تفانيه في تأدية الأمانة التي حُمِّلَ إياها، وقبلها كانت للوطن جميعه.
سيدي خادم الحرمين الشريفين، كنا في البيعة الأولى نتسابق للوصول إلى قصر الحكم في الرياض، لنمد لك الأيدي سمعاً وطاعةً على كتاب الله وسنة رسوله، ولكن سبقتنا إلى ذلك أعناقنا نقدمها لنفدي تراب هذا الوطن الطاهر، الذي طالما اغتسل بصلوات الحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وطن طهرته الأنبياء بمشيها عليه، وطن يغتسل بماء زمزم، وطهارة الصفا، وصفاء المروى، وتظلله غيوم عرفات، والدعوات في منى.
أربع سنوات ونحن ننعم بالخير الكثير في عهد ملك الحزم والعزم، فأدامكم الله علينا سنوات عديدة وأياماً مديدة، وجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين.