في ظل الإجازة الصيفية الممتدة لأكثر من ثلاثة أشهر كل منا يفكر في كيفية قضاء هذه الإجازة حسب ظروفه الخاصة واختياراته المتعددة في السفر.. استطلعنا رأي العديد من الشخصيات حول وجهاتهم المفضلة لسفر في الإجازة وهل يفضلونها داخلية أو خارجية، وكانت تلك الآراء المتنوعة.
حق مشروع
في البداية تحدثت الكاتبة إلهام الجبارة، وقالت : الإجازة استحقاق ضروري للموظف والطالب والأسرة بعد تعب وجهد سنة كاملة في سوق العمل والمنزل، ينتظرها بشوق وتخطيط لاستغلال أيامها استغلالاً حكيما قدر المستطاع فيقضيها ما بين اللقاءات العائلية الماتعة وما بين التنقلات هنا وهناك داخل وخارج المملكة، ومن المفارقات في وقتنا الحالي أنه حتى وأن قضى الفرد جزء من إجازته خارجاً الا انه لا يستثني السياحة الداخلية من مخططه وقد يكون سبب ذلك طول الإجازة كما عند المعلمين أو إزدهار مناشط السياحة لدينا بشكل ملحوظ، فقد حرصت المملكة في الآونة الأخيرة على استقطاب السيّاح والمستثمرين للبلاد مما اتاح الفرصة للتنوع المتألق والجاذب يصعب معه اتخاذ قرار قضاء الاجازة خارجها، وهذه نقطة تحسب ميزة جديدة لم يُعتد عليها وتصرف نظر المواطن عن هدر أمواله في الخارج.
وأضافت : نحن هنا نطمح للمزيد طبعاً وكلنا يقين أن الحقبة الجديدة تحمل الكثير من المتعة والاثارة وتقنية عمرانية واعدة.
خيارات متعددة
وأكد منهال الجلواح أنه لا توجد وجهة معينة بذاتها ففي كل عام تتجدد الوجهة وفق الخيارات والإمكانات الموجودة وشخصيًا أحب السفر للدول التي لم يعرفها الناس كثيرًا وذلك لاكتشاف مواطن الجمال فيها رغم الصعوبات الكثيرة التي أواجهها في ذلك، والسياحة الداخلية أو الخارجية لكل منهما جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فمن الجميل جدا تشجيع السياحة الداخلية خصوصًا مع الفعاليات الأخيرة التي قامت بها مشكورة هيئة الترفيه والتي تناسب الكثير من العوائل.
وعند تسليط الضوء على الأسعار نجد بها مبالغة نوعًا ما ناهيك عن الحرارة العالية التي نعيشها في معظم انحاء مملكتنا الغالية والتي تجعل من التنقل والحركة أيام الصيف متعبة جدًا.
وبالنسبة للسياحة الخارجية فإيجابياتها كثيرة منها التعرف على الثقافات الأخرى والاستمتاع بالأجواء المعتدلة أو الباردة في موسم الصيف القاسي.
وعن أجمل الوجهات السياحية التي قصدتها في سفراتي، سأتكلم بقليل من الإختصار وتحديدًا عن آخر بلد قمت بزيارته وهي جمهورية قيرغيزستان، هي دولة تقع في آسيا الوسطى، تجاور الصين وطاجيكستان وأزبكستان وكازاخستان، عاصمتها بيشكك، استقلت عن الاتحاد السوفيتي في أواخر 1991م، البلد جميل جدًا وبه مقومات رائعة لم يكتشفها الكثير من السياح، منها المناظر الطبيعية الخلابة والشلالات والأنهار والخيول الموجودة في كل مكان ومتحف الفن في العاصمة بيشكك، بحيرة يسيك كول التي تقع في شمال ولاية شان تيان تعتبر من أروع الاماكن التي زرتها في جمهورية قيرغيزستان حيث يبلغ طولها ١٨٢ كيلو متر وعرضها ٦٠ كيلو متر، وهي واحدة من أكبر البحيرات الجبلية العالية في العالم وتعتبر ثاني أكبر بحيرة مالحة.
اكتشاف العادات
وقالت سارة المحسون : السياحة بجميع أنواعها جميلة جدًا، لا أمانع من التعلم والتطور وإكتشاف عادات جميع الدول والمناطق سواء داخل المملكة أم خارجها، ولكن لو اردت الإستمتاع بشكل أكبر فأفضل السياحة الخارجية وبالأخص قارة أوروبا ولا أمانع بها.
وأجمل سفراتي التي زُرتها إلى الأن فهي عمان “صلالة” كانت سفرة مليئة بالحماس والبساطة فهي تناسب الأشخاص الذين يفضلون أجواء الطبيعة والكشتة والمخيمات وكذلك الذين يفضلون “البساط أحمدي”، ومن لديه حب الشغف وتعلم عادات غريبة وجميلة ومجتمع راقي ومتعلم وشعب طيب عليه أن يذهب إلى عمان “صلالة”، كذلك قد ميزها سبحان الله وتعالى بروعة طبيعتها خصوصًا في موسم July and August فهي تتبدل فيها الأحوال سبحانه بقدرته فتصبح صلالة جميعها خضراء ومليئة بالطبيعة والأمطار وبرودة الجو وجمال المكان وبعد أن ينتهي شهر ٧ و ٨ المصادف بالتقويم الميلادي يتبدل كل شيء بحكمة ربي ويصبح كل شي سامد غير أخضر، لكم اختلاف الطقس في هذه المدينة، فقد ذهبت إليها مرة وأتمنى أن أذهب إليها مرة أخرى، عُشت بها أجمل أيامي التي أتمنى أن تعود كل سنة.
تغير لنمط الحياة
وأكد الدكتور يوسف الخلف أن السفر والسياحة فرصة لتغيير نمط الحياة والخروج والابتعاد عن الظروف المحيطة، فالسياحة في الداخل أو الخارج تعتمد أولًا على الجو الذي عليه تلك المنطقة، فالسياحة الداخلية بالنسبة لدي تعتمد بشكل كبير على السياحة الدينية
أما لأجواء الطبيعة والجو البارد فأفضل كثيرًا السياحة الخارجية بحكم حرارة الجو في الداخل فالذهاب إلى الخارج لاعتدال الجو وبرودته، وهناك معايير اعتمد عليها في اختيار الوجهة السياحية التي أود الذهاب إليها ومنها : نمط الشعب نفسه و تكلفة الدولة التي سأذهب إليها، بالإضافة إلى درجة الحرارة، وهل الدولة توجد بها مقومات للسياحة أو لا، فهذا الأمور مهمة في اختيار الوجهة لضمان الراحة والاستقرار في السفر، ومن الدول التي زرتها وكانت شاملة لجميع ما ذكرته هي إندونيسيا فقد تميز شعبها بالطيبة واللين في التعامل والنظافة والتكلفة البسيطة وعادة ما تكون الأمور على بساطتها دون تكلف، والشيء الأهم طبيعتها الجميلة جدًا والأمطار فهي من أجمل الدول التي زرتها في سفراتي.
أفضلها خارجية
وأكدت حصة الفهيد أن السياحة الخارجية هي وجهتها الأولى لوجود مناظر جديدة وأماكن سياحية مجهزة ووسائل ترفيه أكثر وصرف أقل ومحلات أثرية مسموح الدخول لها والتمتع في مشاهدتها ومعرفة تاريخها، واحدثكم عن جمال مصر والتي تعتبر السياحة في شرم الشيخ من أشهر وأجمل منتجعات السياحة في مصر، حيث توفر لزوارها كل ما يحتاجونة للإجازة والاسترخاء، كما أنها تعد من أفضل بقاع العالم لرياضة الغطس والغوص ومختلف الرياضات المائية الأخرى، كذلك أسواق شعبية وتقليدية، وتكثر فيها فنادق مصر الفاخرة والمنتجعات والمطاعم الشّرقية والغربية فهي وجهتي المفضلة في السفر.
الأجواء الخاصة
وأكدت المدربة والمعالجة جميلة عبدالله الاصمخ أن السفر للأماكن المقدسة لها أجوائها الخاصة بها، من الراحة النفسية والجسدية، وقد تمتعت المملكة العربية بالسياحة الدينية التي جعل منها الوجهة الأولى للسياحة لها، وأيضًا هناك الكثير من المناطق الداخلية الخلابة، في مملكتنا الحبيبة، التي نجهل طبيعتها، ومناخها، فالزيارة إلى بعض هذه الأماكن تساعدنا على معرفة الكثير عن وطننا، وجميع مناطق المملكة، وما بها من مقومات سياحية ساحرة، وجذابة وتاريخها العريق يجلب السياح إليها أيضًا.
وأضافت: ولا غنى عن السياحة الخارجية في أجواء الصيف في زيارة أماكن الطبيعة بألوانها الزاهية، والمتنوعة الأجواء بين الدافئة والباردة، ولإكتشاف المعلومات وكسب المعرفة عنها، ففي السفر فوائد، ولا أنكر بأن زياراتي لبعض الدول تركت في مخيلتي بصمتها، حيث كانت من أجمل سفراتي بالخارج، فأحدثكم عن منطقة “اردبيل”، والتي تقع في جنوب إيران، كانت تتمتع بمناخ جدًا بارد، وثلوج بيضاء تغطي الشوارع والمنازل، عند رؤيتها اعتراني شعور جميل، ورائع لم اعتد عليه، وكذلك منطقة “اصفهان” هي أيضًا كانت خيالية بتلك الطبيعة التي تميزه بها من أشجار وحدائق هنا وهناك، ولن انسى حديقة الورود التي لم أراها إلا قطعة من الجنة؛ لجمالها الأخاذ وألوانها الزاهية، كذلك ما أروع حديقة الفراشات في دولة لبنان، فعلاً ابدع الخالق في خلقها، كانت تحلق حولنا، ونفتح كفنا لها تتلاعب مع اناملنا بحركات جميلة، ورونق جذاب يلفت الأنظار إليها، وهي تحلق هنا وهناك حولنا بزهو وافتخار، فالشكر للجليل الذي أنعم علينا بهذه النعم.
التعليقات 1
1 pings
عبدالله حسين اليوسف
28/06/2019 في 2:14 ص[3] رابط التعليق
الصيف وإجازة الطلاب
وهنا يبدأ كيف نستفيد منها على مستوى الأسرة والفرد والمجتمع
وكما قيل في المأثورة من القول
سافر ففي الأسفار سبع فوائد
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلَى
وسافِرْ ففي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِـدِ
تَفَرُّجُ هَـمٍّ، واكتِسَـابُ مَعِيْشَـةٍ
وَعِلْمٌ ، وآدابٌ، وصُحْبَـةُ مَاجِـدِ
فإن قيلَ في الأَسفـارِ ذُلٌّ ومِحْنَـةٌ
وَقَطْعُ الفيافي وارتكـاب الشَّدائِـدِ
فَمَوْتُ الفتـى خيْـرٌ له مِنْ قِيامِـهِ
بِدَارِ هَـوَانٍ بيـن واشٍ وَحَاسِـدِ
كما قيل أيضا في السفر …….
“تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى…وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد”
المقال جميل وتعبير صادق لما يمر به المجتمع والرغبة في تغيير الجو لكن بالسياحة النظيفة كما يقال